وقف صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة متأملا الأرض والسماء، مستمعا لحديث الريح، والذكريات التي مازال يشتم عطرها. ذهبت خواطر الفيصل إلى أعوام مضت وحكايات شربتها ذاكرته عن والده الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز وشجرة السرح التي كان يستريح ويقيل تحت ظلها في محازة الصيد شرقي الطائف عندما كان نائبا للملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن في الحجاز. «سرحة الفيصل»، المسمى الذي يحفظه جيدا السكان المحليون للشجرة المكسوة بالخضرة طيلة أيام السنة، تتجول حولها غزلان الريم والمها العربي وطيور النعام التي أعيد توطينها من قبل الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها. وأبلغ «عكاظ» مدير المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية أحمد البوق أن محازة الصيد فيها خمسة أنواع من الأشجار الزهرية بينها شجرة السرح، مؤكدا أن «سرحة الفيصل»، تحظى بمحبة وذكريات لدى أهالي المناطق المجاورة للمحمية. وبين البوق أن السرح من الأشجار التي تمتاز بالظل الكبير وتعمر، مشيرا إلى وجود 2250 نبتة زهرية، بينها 70 شجرة، خمس منها في محازة الصيد من أبرزها السمر والسلم والسرح. وأوضح البوق أن الأشجار دائمة الخضرة طوال السنة ومصدر غذاء للحيوانات المعاد توطينها. يذكر أن محازة الصيد تعتبر ثاني أكبر محمية طبيعية مسيجة في العالم وتمتد على مساحة 2200 كيلومتر مربع، وتقع على الحافة الغربية لهضبة نجد على بعد 150 كيلومترا شمال شرقي الطائف. من جهته بين مدير إدارة الدراسات والعلاقات العامة والإعلام في إمارة منطقة مكةالمكرمة الزميل سلطان الدوسري الذي وثق الزيارة صحافيا «أن الأمير خالد الفيصل اعتاد سنويا أن يكون مخيم إقامته في محازة الصيد لتكون منطلقا لزيارته محافظات منطقة مكةالشرقية. مشيرا إلى أن المسافات الطويلة لم تمنع أمير المنطقة من تلمس حاجات المواطنين والوقوف على المشاريع».