أفادت «عكاظ» المديرة العامة لمنظمة اليونيسكو أرينا بكوفا «أن مسؤولية اليونيسكو تفرض عليها قدرا كبيرا من الاهتمام، لأن جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة، تدعم مشروعنا لهذا العام، وهو احتفالات اليونيسكو بسنة التقارب بين الثقافات، حيث تفتح الجائزة لنا آفاقا أوسع للتعريف بأهداف المنظمة». وأعلنت بكوفا عبر «عكاظ» عشية تسليم جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة للفائزين بها اليوم في باريس «أننا سنستثمر هذا الحفل في التعريف بثقافة الحوار بين الثقافات والحضارات الذي نقدر جهود المملكة الدؤوبة في ترسيخه وتعزيزه في العالم، كما سنستثمر هذا الاحتفال في التعريف بالجائزة وشروط الترشح لها وكيفية الاستفادة من الأعمال الفائزة بها». وتشهد منظمة اليونيسكو في باريس اليوم انطلاق الملتقى الثالث لجائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز العالمية للترجمة، تحت عنوان «الترجمة ودورها في تعزيز التقارب بين الثقافات»، ضمن حفل تسليم الجائزة للفائزين. ويسلم صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن عبدالله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، عضو مجلس إدارة مكتبة الملك عبد العزيز العامة، رئيس مجلس أمناء الجائزة في الحفل أصحاب الأعمال الفائزة شهادات التقدير، بحضور دبلوماسيين وسفراء دول الفائزين، وممثلي الدول الأعضاء في اليونيسكو ونخبة من رموز الفكر والثقافة. وقالت بكوفا: «إن اليوم 11 مايو سيكون يوما مشهودا لليونيسكو، وعيدا ثقافيا كبيرا في باريس.. فنحن بدأنا العمل به منذ ستة أشهر، وقد خصصت فريقا مؤهلا يسهر على إنجاز الاحتفال بالشكل اللائق». ورأت أن هذه الجائزة تعبر عن نوع من التضامن والاهتمام بالعلوم واللغات، وهي تصب في مجال تعزيز المبادئ الثقافية والعلمية لدى كافة الشعوب. دعم المبادرات وعن رؤية اليونيسكو والدول الأعضاء لمبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين الثقافات، أكدت بكوفا أنها مبادرة غاية في الأهمية، ولكن يتحتم علينا في اليونيسكو دور كبير، حيث يلزمنا أن ندعم كل المبادرات والنشاطات التي تدخل في هذا الإطار من كل دول العالم خصوصا في هذه السنة، مشيرة إلى أن المبادرة من الملك عبد الله، تتكفل بحمل رسالة السلام والتسامح، وهذا هو هدف اليونيسكو من هذه السنة 2010. وزادت «أقدر كثيرا هذه المبادرات الشجاعة عندما ننظر إلى حال عالمنا اليوم الذي يسوده التشتت وجهل بعضه البعض بسبب أمور قد تكون ذات مدى قصير، لكنها تولد عدم الفهم بين مختلف الشعوب ومختلف الثقافات». وأشارت إلى أن من مهمات اليونيسكو تكريس مبادئ مبادرات الملك عبد الله حتى يكون هناك المزيد من التفاهم والمعرفة والتعاون الثقافي بين مختلف الأجناس. وقالت بكوفا: «أنا شخصيا أدعم هذه المبادرة حتى قبل انتخابي رئيسة لليونيسكو، حيث أعلنت مرات عديدة على أنه يتوجب على العالم احترام هذه المبادرة خصوصا من اليونيسكو. وأعلنت للعالم عند إطلاق سنة تقارب الثقافات أهمية الحوار في تحقيق أمنية العالم من حيث فهم بعضه البعض». ولاحظت رئيسة اليونيسكو أن المبادرة ليست مبادرة يعنى بها المثقفون فقط، لكنها مناطة برجال السياسة والعلم وممثلي الجمعيات المدنية، للمساهمة والمواصلة لتحقيق ما يهدف إليه خادم الحرمين الشريفين نحو تعزيز السلام في العالم، معتبرة أن السلام اليوم يختلف عن السلام قبل 20 أو 30 سنة، «لذلك نحن بحاجة إلى التأني والتأمل والحوار والحديث مع بعضنا البعض». وسألت بكوفا «لماذا يسود الاختلاف وجهل الناس بعضهم البعض في عالمنا اليوم؟»، وفيما أحالت ذلك إلى عدم التسامح وعدم التعاون بين مختلف الثقافات، أعربت عن أملها أن تعزز مثل هذه المبادرات ومثل هذه الجائزة التي تسعى إلى نقل العلوم والمعرفة بين الأمم، مفهوم التسامح والتعاون بين الحضارات. 6 لغات من جهته، أبلغ «عكاظ» مندوب المملكة الدائم لدى اليونيسكو زياد الدريس أن هذه الجائزة ستسهم عبر اليونيسكو إلى تقديم صورة موضوعية عن المملكة، وإسهاماتها في التعايش السلمي بين البشر، وقال: «اليونيسكو ستقدم الجائزة إلى الفائزين بها عبر ست لغات عالمية يرددها أطفال من مختلف دول العالم الأعضاء في المنظمة كرسالة سلام وتسامح من المملكة إلى العالم كله».