يصطف أكثر من 150 طالبا من قرى الشقيق، صباح كل يوم على الطرقات السريعة، ملوحين بأيديهم للسيارات والشاحنات، لعل هناك من يعطف عليهم وينقلهم إلى مدارسهم الابتدائية والمتوسطة والثانوية الواقعة داخل البلد، فتيان في عمر الزهور جعلتهم الحاجة يعرضون أنفسهم لشتى أنواع المخاطر في ظل عدم توفير نقل لهم من إدارة التربية والتعليم للبنين في محافظة الدرب في منطقة جازان، وفي ظل عجز أولياء أمورهم عن توفير ذلك بسبب تدني مدخولاتهم الاقتصادية. وفي ذلك يقول موسى محمد، وهو من سكان قرية الصقعان «طالبنا كثيرا بفتح مدرسة ثانوية لأبنائنا هنا، لكن ذهبت مطالباتنا أدراج الرياح، فيما ظلت الأخطار تحدق بأبنائنا بشكل يومي». وزاد «مسلسل إيقاف العابرين يتكرر مرتين في اليوم، وبطبيعة الحال؛ السائقون فيهم الطيب وفيهم غير ذلك وجملة من الأخطار تواجه أبناءنا». ويؤكد رشيد ياسين -وهو معلم في متوسطة الشقيق- أن طلاب القرى غير المشمولين بالنقل المدرسي، صابهم الضعف في تحصيلهم العلمي «جزء منهم يدرسون في مدرسة المتوسطة وغالبا ما فاتهم الطابور الصباحي والحصة الأولى، وهي معاناة حقيقية ونحن نقدر سبب تأخرهم لكن كيف يمكن لهم تعويض درس مهم فاتهم في الحصة الأولى، إضافة إلى أن بعضهم يضطرون للغياب في بعض الأيام لعدم توقف أحد المارة لنقلهم». ويرى يحيى مشبي ومرحب الشقيقي أنه بالإمكان حل هذه المشكلة بتوفير متعهدين لنقل الطلاب أسوة ببعض القرى، فكثير من طلاب قرية السواني والحصام يذهبون مشيا للدراسة في مدرسة الصقعان، وهذا يسبب لهم تعبا وجهدا كبيرين، إضافة إلى أنه يصبح وضعا مأساويا خلال فترة الظهيرة، حيث أشعة الشمس الحارقة. وبعض الطلاب رووا قصصا متعددة لحالات عايشوها أثناء ركوبهم اليومي مع أصحاب تلك السيارات، وما بين هذا وذاك بقي الأمر كما هو عليه، فالأخطار تواجههم ووضعهم استمر كما هو. وطلب أحد السكان العمل كمتعهد لنقل الطلاب، إلا أنه فوجئ بأن أجرته اليوميه تقف عند حد 80 ريالا لنقل 70 طالبا ذهابا وإيابا في أربع قرى، وهو مبلغ رأى أنه غير كافٍ مما اضطره إلى الرفض. من جانبه، أوضح ل «عكاظ» مدير مكتب التربية والتعليم في محافظة الدرب علي آل حمود، أن غياب وسائل النقل لبعض المدارس يعود إلى عدم وجود سيارات آمنه تتكفل بإيصال الطلاب من وإلى منازلهم، مشيرا إلى أن كثيرا من المواطنين يتقدمون للتعاقد معنا لكن لا تنطبق عليهم بعض الشروط، خاصة سلامة المركبة ومدى ملاءمتها لتكون وسيلة نقل للطلاب، حيث يتقدم بعضهم بسيارات أحواض يتم تحويلها إلى صندوق، وهذا غير مناسب كون المركبات المطلوبة إما حافلة أوسيارات كبيرة. وأبان آل محمود أن هناك تعليمات لمديري المدارس بحصر الطلاب الذين تبتعد منازلهم عن المدرسة بمسافة ثلاثة كيلو مترات ويحتاجون لوسائل نقل، وبناء على ذلك يتم الإعلان عن حاجة لمتعهدين. وعن قلة المبالغ المرصودة للمتعهدين، أكد مدير مكتب التربية والتعليم في محافظة الدرب، أن الإدارة مستعدة لرفع الأجرة اليومية للمتعهد شريطة توفير سيارة مناسبة وآمنة.