هي برقية من بضع كلمات حملت شكر ملك البلاد لمفتيها على الفتوى التي صدرت عن هيئة كبار العلماء تجرم تمويل الإرهاب وتضرب منابع دعمه ومناصرته، لكنها في واقع الأمر هي رسالة من مليك البلاد إلى كل من يهمه أمرها بأن معركتنا مع الإرهاب وكل ما يمت له بصلة هي معركة ماضية حتى النهاية لأنها معركة مصير أمة وواقع حال وأحلام مستقبل، هي معركة لا يمكن الانهزام فيها لأن الخير لا يمكن أن ينهزم أمام الشر عندما يتعلق الأمر بمعركة ترسم صورة الإسلام وتحدد جوهر علاقته بالبشرية. لقد كنا ومازلنا خط الدفاع الأول عن القيم الحقيقية للرسالة السماوية الأعظم، ولن نسمح لمجموعة من الأشرار القتلة أن يختطفوا الإسلام ليحولوا قيمه السمحة ومعانيه الروحانية والإيمانية التي حملت السلام والعدالة والمساواة للبشرية كي يجعل منها البعض واجهة للقتل والتدمير والشرور التي تزرع الألم وتحصد الأرواح وتسفك الدماء. إنها معركتنا جميعا لأنها تستهدفنا جميعا .. تستهدف الطمأنينة في نفوسنا والسلام في حياتنا .. تستهدف أمننا وسلامة أرواحنا .. تريد أن تجعل منا وقودا وحطبا لنار تنفخها الشعارات الزائفة ليخنق دخانها الأسود النفوس النقية. إنها يا سادة معركة مصيرية تتعلق بحال أمتنا وموقع أبنائنا من مستقبلها، إنها معركة تحدد موقعنا على خريطة الإنسانية .. وتضع الحدود الفاصلة بين المجاهدين الفعليين في سبيل الإسلام ورفعة إنسانه ليكون في مقدمة مسيرة الحضارة الإنسانية والمجاهدين المزيفين الذي أرادوا أن يلبسوا دين الحياة قناع الموت.