اعترف 13 عاملة وعاملا في مستشفى الأمراض الصدرية في محافظة الطائف أمس، خلال تحقيقات أجرتها معهم المباحث الإدارية، بأن شركة التشغيل والصيانة في المستشفى استدعتهم من خارج الطائف لإنقاذها من تهمة ادعاء الوظائف الوهمية في المستشفى التي قدمتها تحت نظام «التشغيل والصيانة». ووجهت المباحث الإدارية للشركة ومسؤول في المستشفى تهمة التوظيف الوهمي ل 13 وظيفة، تمثلت في استخلاص رواتب شهرية لموظفين وهميين في المستشفى. كما كشفت التحقيقات عن أن أحد المتهمين في القضية (يجري التحقيق معه حاليا) أنه صاحب سوابق في التجاوز الإداري، إذ سبق أن أدين في قضية مماثلة في مستشفى آخر. وأبلغت «عكاظ» مصادر مطلعة أن التحقيقات الجارية أثبتت استعانة الشركة ب 13 عاملة وعاملا من عدة مدن وأحضرتهم «عاجلا» للعمل في المستشفى، بعد أن علمت بمتابعة الجهات الرقابية لمسيرات العاملين في المستشفى والتي تضمنت أسماء وهمية. وحاولت إدارة التشغيل في المستشفى إخفاء تلاعبها بمسيرات رواتب العمال الوهمية، إلا أن ذلك سرعان ما انكشف أمام تحقيقات المباحث الإدارية، حيث اعترف العمال أنهم قدموا قبل أيام من خارج الطائف. وأكدت المصادر نفسها، أن المباحث الإدارية وجهت للمتهمين تهما جديدة تمثلت في وجود قطع غيار لمعدات طبية وهمية وعلى الورق فقط، إضافة إلى النقص الكبير في أدوات النظافة رغم تسجيلها ضمن فواتير المستشفى. وتأتي التهم الجديدة لتضيف إلى المحاور الثلاثة التي تحقق من خلالها المباحث الإدارية والمتمثلة في عدم توافق مستخلصات مالية لتوريد المياه والمستقطعة من وزارة الصحة والمدفوعة للشركة المتعاقد معها وهو مايشير إلى وجود اختلاسات مالية تتم في الخفاء بين الشركة ومسؤول المستشفى. وكشفت التحقيقات أيضا عن تضخم في الفواتير الشرائية وأعمال النظافة بمبالغ كبيرة جدا لا تتفق وواقع تلك الأعمال التي تقدمها الشركة المشغلة بمصادقة مسؤولي الصحة، فيما لاتزال التحقيقات جارية مع اثنين من المتهمين، ومن المتوقع اتساع دائرة التحقيق خلال الأيام المقبلة. ويوضح عقد الصيانة والنظافة والتشغيل غير الطبي لمستشفى الأمراض الصدرية وتوابعه السكنات، نواقل المرض، بنك الدم، وطب الأسنان (حصلت «عكاظ» على نسخة منه)، أن قيمة العقد الإجمالية تقدر بنحو 11 مليون ريال لمدة ثلاثة أعوام وفقا للأنظمة المعمول فيها. كما يبين العقد تجاوزات جديدة في عدم استيفاء بنود العقد والمطلوب أن توفرها الشركة المشغلة وغض طرف مسؤولي المستشفى عن تحقيقها ومنها عدم وجود سيارات الأمن في الوقت الذي يلزم العقد المقاول بتأمين ثلاث سيارات لمتابعة سير أعمال الأمن والسلامة داخل الموقع وحول الأسوار خلال ال 24 ساعة وبانتظام. وفتحت المباحث الإدارية ملف التحقيق في تجاوزات إدارية ومالية في مستشفى الأمراض الصدرية في الطائف وأوقفت اثنين من المتهمين في إجراء أولي، أحدهما وافد من جنسية عربية («عكاظ» 23/5/1431ه)، وحصلت المباحث الإدارية على قيمة المستخلص المطلوب لتوريد المياه إلى المستشفى لثلاثة أعوام بقيمة تجاوزت 700 ألف ريال، بمعدل 19 ألف ريال شهريا، رغم أن المستشفى يقع ضمن أولويات شبكة المياه التابعة لمصلحة المياه.