من الغباء العناد في بعض المواقف فقط لأجل العناد، لأن ذلك النوع إنما قد يؤدي بك أنت ومن حولك للهاوية، وبذلك تكون قد حملت نفسك فوق طاقتك من ذنوب الآخرين وأنفسهم وأرواحهم أحيانا. عند وقوف سيارتنا البارحة في محطة البنزين، وأثناء عملية التعبئة، لاحظ الجميع الرجل الذي يقف بجوارنا وقد وقف بالتحديد بجوار (تانكي) البنزين لسيارته وبيده سيجارة. بالطبع أثار الرعب في قلب كل من حوله، وطلب منه العامل إطفاء سيجارته أكثر من مرة، لكنه رفض، ولا أعلم لماذا بالضبط، ولكن كان من الواضح عليه الانفعال مع العناد. أي عناد هذا الذي يمكن أن يخدمنا أو ينقذنا عند تطاير شرارة من سيجارته الحبيبية لسائل الوقود المتدفق إلى سيارته. وماذا يفعل العامل أمام إصرار الرجل على عدم إطفاء السيجارة، إلا أن يسرع في إنهاء طلبه لينفك منه ومن خطر يهدد منطقة بأكملها. وماذا بيدي وأنا امرأة مع طفلي وسائق أجنبي لا يتكلم العربية نقف بجواره ولا يعيرنا أي اهتمام ولا احترام، ماذا لو وجدت دورية خاصة بالقرب من كل محطة وقود؛ لاصطياد شريحة الأغبياء هذه، قد يشعر العملاء والمارين بقليل من الاطمئنان على أنفسهم وأرواحهم. وما ذنبي أنا وولدي وسائقي، بل وكل مار وسائق وكل كائن حي يجوب حول هذه السيجارة بيد مستهتر لا يستطيع التضحية بعشر دقائق من وقته يطفئ غضبه بعيدا عن محطة بنزين. لينة عباس جدة