ذكر إمام وخطيب الجمعة في مسجد الحي وهو يتحدث عن ضحايا حوادث السيارات وارتفاع الأعداد عاماً بعد آخر أن أول حادث دهس بالسيارة حدث في بريطانيا عام 1896م أي قبل نحو مائة وأربعة عشر عاماً وذلك لتهور السائق الذي كان يقود السيارة بسرعة اثني عشر ميلا واثنين من عشرة في الساعة فكان أن أصاب عابر سبيل بما أودى بحياته!! تصوروا كيف أن 12.2 ميل كانت تعتبر تهوراً وسرعة أودت بحياة إنسان بريء بينما الآن تتسبب السيارات كل ثلاث ساعات في وفاة إنسان وإصابة العشرات من الرجال والنساء والأطفال بإصابات بالغة معظمها يصل لحد الإعاقة، هذا بخلاف الخسائر المادية التي تجاوزت الملايين إلى المليارات، وكل ذلك بسبب السرعة التي تتجاوز المائة والمائة وخمسين كيلو مترا في الساعة، إضافة إلى قطع الإشارات داخل المدن وعدم الالتزام بخطوط السير في الطرق السريعة، رغم النشاط المتواصل لرجال المرور والمراقبة السرية وأمن الطرق في رصد مئات المخالفات يومياً في الطرق السريعة وداخل المدن في الشوارع الرئيسة التي تقع فيها حوادث لا يمكن أن تخطر على بال في الشكل والنتيجة المؤسفة والتي تدفع ب «الملاقيف» إلى الوقوف بسياراتهم بجوانب الخط ووسطه لمشاهدة الحادث مما قد يسبب في وقوع حادث آخر أو يعطل السير على أقل تقدير. العقيد محمد بن حسن القحطاني مدير المرور في محافظة جدة، أعلن أنه يتم تحرير مخالفات مرورية على المتجمهرين أثناء وقوع الحوادث المرورية، أو من يحاولون الوقوف في الموقع دون حاجة، الأمر الذي يتسبب في إرباك حركة السير لافتاً إلى أنهم أمام مشكلة كبيرة يجب على جميع الجهات الحكومية والأسر التصدي لها برفع مستوى الوعي لدى السائقين وخاصة الشباب الأكثر وقوعاً في الحوادث)). والواقع أن وقوف «الملاقيف» عند الحوادث مشكلة توجب بالفعل عدم السماح بذلك والتشديد في تحرير المخالفات فعسى ولعل. وأعود ثانية لخطيب وإمام مسجد الحي الذي كرر رجاءه أكثر من مرة للذين يوقفون سياراتهم عند مداخل المسجد ووسط الشارع الذي هو في حدود عشرة أمتار، أو يحجزون على سيارات السابقين إلى المسجد بإيقاف سياراتهم خلفهم .. ومع ذلك لايزال الوضع على ما هو عليه!! الأستاذ عبد العزيز المحمد الذكير طرح اقتراحاً قيماً بخصوص هذه المشكلة فيما يكتبه يومياً تحت عنوان «نافذة الرأي» بجريدة الرياض يوم الاثنين 27/4/1431ه وهو يتحدث عن الملصقات التي تحمل أمراً بالخير والمعروف أو «الصلاة يا عباد الله» يقول الاقتراح: أليست فكرة جيدة لو جاء من تبرع بهذه الفعالية أن يأتي بتوعية مفيدة للناس وله فيها نفس المقدار من الأجر، ذلك بأن يجعل جزءاً من الملصقات تلك في متناول من يستطيع لصقها على السيارات التي يزحم بها أصحابها عتبات المساجد وبالأخص الجوامع، وأن يحمل الملصق عبارة مثل «مثوبتك أكثر إن شاء الله لو أبعدت سيارتك عن مدخل المسجد» أو «عجزة ومعوقون من إخوتك يحتاجون الممر .. أكثر من سيارتك» علماً بأن الملصق لن يؤذي السيارة ويمكن إزالته بعد أن يصل معناه. نكون بذلك عالجنا مشكلة الوقوف العشوائي أمام المساجد، واحترمنا روادها وكما ينبغي، عالجناه بطريقة الإقناع وليس بطريقة «المرور» ودوريات الشرطة. وقد يكون المصلي ذا حاجة عاجلة يحتاج إلى منزله، أو على موعد ضروري، وعند عودته إلى السيارة لن يستطيع الخروج من الموقف بسبب المواقف العشوائية فسيجد من أغلق عليه الطريق وهناك من أغلق الشارع الرئيس وهناك من يقف في منتصف الشارع الرئيس والملاحظ أن القوم عندنا تعودوا على هذا الإحراج وقبلوه مع الزمن)). إنها فكرة وجيهة ورأي سديد فهل يمكن أن نأخذ به لحل هذا الإشكال الذي لم ينفع فيه الوعظ من على المنبر بكل أسف؟ فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة