أكد رئيس لجنة المواشي في غرفة جدة سليمان سعيد الجابري، أنه يسعى متضامنا مع زملائه تجار المواشي لوضع خطط وبدائل لضمان انخفاض أسعار المواشي التي ارتفعت بشكل كبير ، وبين ل «عكاظ» أن من تلك الخطط السماح بمزيد من الاستيراد خصوصا من بعض الدول ذات الإنتاجية الممتازة والأسعار الأقل، ودعم الإنتاج المحلي عن طريق افتتاح عدد من مشاريع التسمين التي من شأنها زيادة عدد المعروض والذي بدوره سيكفل انخفاض الأسعار بشكل تدريجي . وثمن الجابري جهود وزارة الزراعة وعلى رأسها الوزير الدكتور فهد بالغنيم والمسؤولون، لدعم وتشجيع الاستثمار الزراعي والحيواني في المملكة، لافتا إلى أنه كانت لتلك الجهود الأثر الكبير في تشجيع أبناء الوطن للاستثمار في هذا المجال. وأضاف أن جهود وزارة الزراعة ودعمها من أهم الأسباب التي دعت المجموعة في إنشاء أكبر مزرعة لتربية وتسمين المواشي في الشميسي، والتي تتسع لأكثر من مليون رأس من الأغنام، وزارها عدد كبير من أعضاء الوفود للوقوف على الإمكانات والطاقة الاستيعابية، واعتبروها مخزنا استراتيجيا لخدمة منطقة مكةالمكرمة ومشروع الهدي والأضاحي والذي نعمل على تطويره وتفعيله . وعن اختياره رئيسا للجنة المواشي قال: «نشكر الذين أعطوني الثقة ورشحوني لأكون ضمن أعضاء لجنة تجار المواشي في غرفة جدة، ونحمد الله على ما نملكه من سمعة طيبة سواء على مستوى المملكة أو على المستوى العالمي، وقد حصلنا على هذا الدعم من الزملاء تجار المواشي؛ لأننا وضعنا المصداقية ومخافة الله أمام أعيننا»، مؤكدا أنه مع الزملاء المنتخبين قادرون على خدمة قطاع المواشي، مشيرا إلى أنه ليس غريبا على هذا المجال، بل توارث تجارة المواشي عن الأجداد والآباء . وأضاف: « ما نحظى به من سمعة ومكانة في قلوب التجار انعكس على نتائج الانتخابات التي تأتي تتويجا لهذه المحبة والثقة وإدراك الإخوة المرشحين أن لدينا ما نستطيع تقديمه لخدمة تجار المواشي بل خدمة المستهلك بصوره عامة، ونحمل في أجندتنا الكثير من الخطط والمحاور التي سنتدارسها مع الإخوة الأعضاء ونضعها على طاولة النقاش والتنفيذ» . وعن هذه الخطط، قال الجابري: «سأركز وزملائي على توفير الأمن الغذائي للتاجر والمستهلك بالبحث عن حل لجميع المشكلات التي يتعرض لها التاجر ووضع الحلول لها من خلال اجتماعات مع الجهات ذات العلاقة لبحث كيفه حل تلك المشكلات». وعن فتح الاستيراد من الصومال، قال: «إن الصومال غنية بالثروة الحيوانية وبأسعار معتدلة وتوجد فيها أجود وأفضل اللحوم بسبب المراعي والمياه النظيفة، ونشكر وزارة الزراعة على جهودها والسماح لتجار المواشي بالاستيراد من الصومال، مما يسهم في إيجاد نوعيات من اللحوم الطازجة والمناسبة لكافة شرائح المجتمع». وزاد: إن فتح المحاجر من الصومال يأتي انطلاقا من المبدأ المعروف عالميا بأن المواشي إذا صدرت من بلد المنشأ مباشرة تكون أكثر سلامة وأقل تكلفة للمستهلك والمستثمر، وقد جهزت عدد من المحاجر في الصومال، وتعتبر الأفضل في دول القرن الأفريقي بل تضاهي العالمية، وذلك بشهادة منظمة الصحة العالمية ومنظمة الفاو والوفود الزائرة، وهي مزودة بجميع مكونات المحاجر البيطرية من حظائر استقبال «الحظائر الابتدائية» وحظائر الإيواء ومختبرات ومشرحة ومسلخ ذبح اضطراري ومكاتب إدارية ومباني خدمات للعاملين ومسجد وجميع أجهزة المختبرات مستوردة خصيصا من دول أوروبية وعلى درجة كبيرة من الدقة في إعطاء نتائج العينات فضلاً عن وجود فريق من الأطباء البيطريين والمساعدين المتخصصين لمعاينة جميع الحظائر . وعن تجربة استيراد المواشي من الصين قال: «عندما ترى وزارة الزراعة ضرورة التوجه لأسواق عالمية أخرى، فإننا نخوض التجربة بعد الدراسات التي تعدها الوزارة، وقد سبق أن استوردنا 75 ألف رأس من الأغنام والأبقار من الصين إلى السوق السعودية بقيمة 50 مليون ريال (13 مليون دولار) وكانت تجربة لا بأس بها». وبين الجابري أن شركته هي أحد الصروح الاقتصادية في المملكة والمتخصصة في استيراد المواشي الحية، وهي إحدى المؤسسات الرئيسة في تزويد مشروع المملكة للإفادة من الأضاحي، وهي أيضا صرح من صروح النقل البري والبحري للمواشي بأسطول من الشاحنات من أرقى شاحنات النقل والعديد من البواخر الضخمة والمجهزة بأحدث التقنيات لنقل الماشية واستيرادها سواء من الدول المجاورة مثل السودان والصومال وتركيا أو البعيدة مثل أستراليا والصين ورومانيا وبلغاريا، وتجري حاليا زيادة أعداد البواخر لزيادة الأسطول البحري بأحجام مختلفة لتدعيم نقل المواشي. وقال: «إن مؤسسته أنشأت مسلخا ومشروعا ضخما في منطقة الشميسي لتربية وتسمين المواشي يتسع لأكثر من مليون رأس من الأغنام، وهو ما يوفر المواشي الحية للسوق السعودية على مدار العام»، إضافة لافتتاح مصنع للعلف في منطقة تبوك، وفرع جديد في كل من دولة الأروغواي وأمريكا الجنوبية، وثلاجة لحوم في جدة، ونحو 30 فرعا للحوم المذبوحة على مستوى المملكة، مع توفير سيارات مبردة لنقل اللحوم، مبينا أن الشركة تستحوذ على نسبة 70 في المائة من واردات الصومال من الأبقار والجمال والأغنام، وعلى أكثر من 60 في المائة من حجم الصادر من المواشي الأسترالية للخارج باعتبار ذلك البلد أكبر مورد للماشية في العالم، كما تستحوذ على أكثر من نصف صادرات الأغنام السودانية . وعن مشروع استيراد لحوم الأضاحي قال: هناك علاقة ممتازة بين مجموعتنا والبنك الإسلامي للتنمية؛ وذلك نتيجة الصدق والوفاء الدائم من جهتنا في كل المعاملات التي أوكلت لنا، وبدأت مشاركة المجموعة في مشروع الأضاحي عام 1411 بحوالي 100 ألف رأس من الأغنام لنصل الآن إلى أكثر من 2.5 مليون رأس مستحوذة على ما نسبته 70 في المائة من المشروع . يذكر أن الجابري رجل عصامي شق طريقه للنجاح وحققه بتخطي كل المصاعب حتى أصبحت مؤسسته أحد الصروح الاقتصادية الكبيرة في المملكة، حصل على خبرات طويلة تمتد إلى أكثر من 30 عاما ويمتلك عددا من البواخر والشاحنات لنقل المواشي المستوردة إلى المملكة، نشأ في عائلة عريقة في تجارة المواشي واستقى مبادئها على يد والده وتوارث تجارة المواشي عن الآباء والأجداد عندما كانت تجارة محلية ونمت وازدهرت مع ازدهار النهضة الاقتصادية في المملكة، فتوسع نشاطه واتجه إلى الاستيراد من الخارج حتى أصبح أكبر مستورد ومرب للمواشي الحية في المملكة .