لقد سبق وأن تطرقت إلى موضوع استغلال الفرق الإيرانية لنشر إعلانات تتعلق بالسياسة، وذلك قبل أشهر من الآن والذي نشر في صحيفة عكاظ، وكنت قد وجهت رسالة إلى رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام بأن يطبق على إيران ما يطبق على الدول التي تستعمل شعارات سياسية أو دينية في ملاعبها، حيث إن ذلك يعد أمرا مرفوضا بشدة من قبل الفيفا، وقد أوضحت في ذلك المقال ضرورة تدخل الاتحاد الآسيوي لمنع هذه الشعارات التي لا تليق بالمنافسات الرياضية، بل إنها تخلق جوا من التوتر والاستفزاز، خاصة وكلنا يعلم بأن هناك اختلافا على الجزر الثلاث بين الإمارات العربية المتحدة وجمهورية إيران ، وكأن هذه الشعارات موجهة إلى دول الجوار لإيران، وهذا أمر مرفوض على مستوى الفيفا، وقد ألغيت الدورة الآسيوية في إندونيسيا وذلك عام 1963م بسبب رفض إندونيسيا مشاركة إسرائيل، وفعلا امتنع الكثير من المشاركة وانحصرت المشاركة بعد تغيير مسماها بناء على شرط الفيفا بمن يشارك بدورة آسيوية التي تقام في إندونيسيا فإنه سوف تتخذ بحقهم منعهم من المشاركات الدولية، وبالتالي تم تغيير مسمى الدورة إلى (دورة الصداقة) واشترك فيها بعض الدول الإسلامية، وما حدث أخيرا في المباريات التي أقيمت في الأسبوع الأخير هو الإعلانات الكبيرة باللغة الفارسية والتي تم استغلال إيران في نشر الجمل السياسية والتي ترفضها الفيفا بشدة، وكنت أتمنى من الأخ محمد بن همام الذي طلبت منه أن يتخذ قرارا للحد من هذا الأسلوب الاستفزازي، وإقحام السياسة في الرياضة هو أمر مرفوض. وكلنا نعلم بأن وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد أعلن أكثر من مرة عن الخلاف القائم بين الإماراتوإيران على هذه الجزر، وقال بأننا في انتظار الأخوة في إيران لحل هذه المشكلة وديا، لذلك فمن المهم معالجة مثل هذه القضايا والاهتمام بها من قبل الاتحاد الآسيوي، وكلنا نعلم بأن للصبر حدودا كما هو معروف، ولكن الحدود الأهم من حدود الصبر هي حدود الوطن، وعندما تكون هذه الحدود بفعل مزايدات عاطفية لأغراض لا يعلم أهدافها إلا الله فلا تعود حدود الصبر ذات أهمية عندئذ.