من أكثر من عشر سنوات كنت في جولة عمل في منطقة الباحة ولفت نظري في سوقها بعض الباعة يعرضون على مباسط كبيرة لوزا بلديا يعرف باسم «لوز بجلي»، قيل لي هذا موسمه الذي يكثر فيه، ووجدنا فرصة لنشتري منه كميات كهدايا، واللوز البلدي صغير الحجم لذيذ الطعم، لا يشبهه شيء إلا اللوز اليمني وقد رأيته أيضا معروضا في سوق صنعاء وهم يبيعونه في الغالب مخلوطا بنوع من الزبيب الرازقي (بدون بذر) هذا اللوز البلدي أصبح شبه معدوم وإن وجد فبسعر خيالي عشرة أضعاف مشترانا السابق، أين ذهب اللوز الحجازي؟ وجدت الجواب في تحقيق صحافي في صحيفة المدينة (26/7/2009) كتبه مراسلها محمد البيضاني من الباحة، وهو يشكر لاهتمامه بموضوع قد لا يلتفت إليه رغم أهميته، فمنطقة الباحة أو بلاد غامد وزهران تزخر بالعديد من أنواع الأشجار المثمرة النادرة على مستوى المملكة، كما يقول، من أبرزها شجرة اللوز وهي تكثر كانت بالآلاف في قرى الإمارة. وكانت الشجرة الواحدة تعطي إنتاجا وفيرا يصل إلى مائتي كيلو خاصة في وادي جافان ووادي الصدر ووفيق، ثم جار عليها الزمن .. قلة الأمطار والهجرة إلى المدن الكبيرة بحثا عن الوظائف والتجارة، فأهملت الزراعة .. أضف إلى ذلك منافسة المستورد من الخارج بمنظره الفخم وسعره المعقول، وشيء أهم من ذلك وهو تجاهل وزارة الزراعة لقطاع الزراعة في تلك المناطق، وحتى تاريخه لم تقدم معونات تشجيعية لزراعة تلك الفواكه كالرمان مثلا واللوز، ولو فعلت كما قدمت لزراعة النخيل لامتلأت جبال السراة كلها بتلك الأشجار المثمرة بأنواع ثمر يمكن تصديره وبيعه محليا في سوق المكسرات، إذ يمكن زراعة الفستق والجوز، ولا زالت الوزارة تهمل هذه الناحية من عمل دراسات على هذه الأشجار والعناية بها، ولكان أغنى الأسواق عن مثيله الإيراني والأفغاني، ولكان أيضا ساعدت (المعونة) على البقاء في الأرض وعدم النزوح، وبدلا من حشو تمورنا باللوز الأمريكي احشوه باللوز البلدي فهو أطعم.