إذا كان من شيء إلى الأبد فهو الحماقة. فقد تنتهي كل الأشياء في الدنيا إلا مأساة الحماقة التي «أعيت من يداويها». لكن الشيخ أبو الفرج الجوزي أحد علماء المسلمين في القرن السابع الهجري حاول مداوة الحمق بتأليف كتاب شهير عنوانه «أخبار الحمقى والمغفلين»، غير أنه تحدث عن كل شيء في الحمق وترك العلاج للناس ! عرف «الجوزى» الحمق والتغفيل قائلا بأنه «الغلظ في الوسيلة والطريق إلى المطلوب، مع صحة المقصود بخلاف الجنون». والحمق غريزة في رأيه. وأحد الحكماء في عصره يقول إذا بلغك أن حيا مات فصدق، وإذا بلغك أن غنيا افتقر فصدق، وإذا بلغك أن فقيرا استغنى فصدق، وإذا بلغك أن أحمق استفاد عقلا فلا تصدق. ويذكر أن سؤالا وجه إلى عالم: ماحد الحمق؟ فرد العالم: سألتني عما ليس له حد. أما صفات الحمقى فهي كثيرة لاتعد ولاتحصى. فمن كان غليظ الشفة فهو أحمق غليظ الطبع. ومن كان شديد استدارة الوجه فهو جاهل، ومن عظمت أذنه فهو جاهل، وحسن الصوت دليل على الحمق وقلة الفطنة، واللحم الكثير دليل على غلظ الحسن والفهم. ومن صفات الحمق أيضا: العجلة والخفة والجفاء والغرور والفجور والسفة والجهل والتواني والخيانة والضياع والتفريط والخيلاء والمكر وغيرها. وهناك أسماء للحمق بين الرجال والنساء. فالرجال عندهم أكثر من 41 اسما تدل على الحمق منها: الأحمق، الرقيع، المائق، الأزبق، الهجانة، الهباجة، الخرف، المسلوس، المأفون، الهجرع، الججيس، وغيرها. والنساء لهن أسماء منها: الورهاء، القرئع، الداعكة، الرطئية، الدفنس.. ويعتقد العلامة الجوزي أن العقل لابد من أن يحرك الحمق. ساب شيء من العلم وإن قل. فإذا غلب السن ولم يحصل شيئا من العلم دل على الحمق. وفي ذلك يقول الحكماء: إذا رأيت أحدهم ليس عنده شيء من العلم أحببت أن أصفعه !. أظن أخيرا بعد مئات السنين من كلام العلامة الجوزي أن الصفع لم يعد نافعا ويبدو أن حتى صواريخ «توم هوك» غير قادرة على إسكات الحمق في الدنيا!. [email protected]