كشف الداعية الدكتور عائض بن عبد الله القرني عن توكيله محاميا ليتولى الدفاع عنه في القضية التي اتهم بها بشأن غسل وجمع أموال لجماعة الإخوان المسلمين وفند الاتهام الموجه إليه، موضحا أن ورود اسمه ضمن قرار النائب العام في مصر كان خطأ، واصفا ذلك بالمزاعم التي لا حقيقة لها. وبين القرني في حوار ل «عكاظ» حقيقة تصنيفه ضمن الدعاة الأثرياء، موضحا أن الأرقام المذكورة عن رصيده مبالغ فيها، ناهيك عن أنه مكسب شرعي، مشيرا إلى أنه ليس مسؤولا عن أرصدة بقية الدعاة الذين وردت أسماؤهم ضمن القائمة. وتحدث الداعية القرني عن تحول خطابه والمرحلة التي صاحبت ذلك، مؤكدا أن العصر يستلزم تليين الخطاب، وأن المسار الذي اتخذه سابقا كان خطأ منه، إلا أنه تداركه بالخطاب الجديد. ولم يخف القرني خلال حواره تعرضه للمضايقة أو الانتقاد في مسيرته الدعوية من بعض المنتمين للتيار السلفي، لكنه أبان عن مناعة اكتسبها من كثرة التجارب ضد المدح والذم، مؤكدا أنه لا يعتبر بهما إطلاقا. وفند الاتهامات التي توجه إليه بشأن ابتعاده عن إلقاء محاضراته في الجوامع، والتركيز على لقاءات الفضائيات، مبينا أنها أنفع عنده من الجوامع لوصولها إلى قدر كبير من الناس في وقت واحد .. فإلى التفاصيل: قضية الإخوان • أبدأ معك من حيث انتهى حديث الصحف عنك، ما الجديد في قضية اتهامك بغسل الأموال لصالح الإخوان؟ إحدى الصحف المصرية كانت قد كتبت ذلك قبل ستة أشهر، ولكنها رجعت فاعتذرت إليّ بالبنط العريض في نفس الصحيفة، مبينة وجود التباس في الأسماء، وما ذكر عني ليس بصحيح فليس لي علاقة بجماعة الإخوان، كما أنه لا علاقة لي بالقضية من قريب أو بعيد. • والآن هل تطالب بتعويض؟ أوكلت القضية إلى محام، وفي حينه سيتضح كل شيء، وهو يتولى كل ما يتعلق بها. الشهرة والثراء • صنفت منذ فترة في قائمة الدعاة الأثرياء، بم ترد على من وصفك بأنك سلكت المجال الدعوي الفضائي بحثا عن الشهرة والمال؟ أولا: الأرقام التي ذكرت عن دخلي مبالغ فيها وليست بصحيحة، ولست مسؤولا عن بقية الدعاة، ثانيا: أن دخلي مكسب شرعي ليس باحتجاز أحد ولا ربا ولا سرقة ولا سحت، ثالثا: أن الغنى ليس مذموما في الإسلام فالصحابة كان منهم الأغنياء والأثرياء، رابعا: دخلنا نحن الدعاة مجتمعين لا يساوي دخل لاعب كرة، بل السكرتارية الذين عند بعض الوجهاء إذا تم جمعهم والخدم والحشم و(السفرجية) و(الطبرجية) أكثر من دخل الدعاة كلهم، ولذلك ينبغي أن نصحح المفاهيم فالإسلام أباح كسب المال لكن ألا يكون على حساب العلم والدعوة ويكسب حلالا من عرق جبينه، كما أن الإسلام لا يؤيد الدروشة والفقر وترك الأموال للناس؛ فالقرآن مدح الأغنياء الأتقياء وذكر أن هناك فقراء والإسلام دين واسع وعالمي وأنبياء الله بعضهم كان غنيا والآخرون فقراء وكذلك الصحابة. • إذا لماذا يثرب على الداعية إذا كان ثريا؟ هذا خطأ، أرى أن بعض الناس لقصور علمهم يثربون على الداعية أو العالم إذا كان ثريا، لأنه ليس مطلوبا أن يكون مملقا معدما مفلسا، بل أن يكون تقيا لله سواء كان عنده مال أو لم يكن عنده، من الصحابة عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف أما كانوا من أثرياء الصحابة؟ لكنهم تصدقوا وأنفقوا. • اتهمك الناس بالبحث عن الشهرة، خاصة بعد تعاونك مع الفنان محمد عبده، ألم تواجه هجوما عنيفا أيضا في الأوساط الدعوية؟ أنا طويت الحديث عن هذه المرحلة لأنها انتهت، وقد تحدثت عنها كل الصحف ومواقع الإنترنت فلا تعليق حاليا لدي؛ لأن كل شيء انتهى في حينه، وأما من يقول أني كنت أبحث عن الشهرة، فأقول إن الله أعلم بالنيات وسوف يحاسبنا جميعا. الإنسان إذا تكلم وحاضر وألف لا بد أن يشتهر. • ما أثر التجربة الفضائية على مشوارك الدعوي؟ خرجت منها بفوائد، منها أنه ينبغي أن يكون خطابنا عالميا لأننا نعيش مع العالم في كوكب واحد، كما أننا لا نخاطب أنفسنا، بل علينا أن نبلغ الآخرين بأن رسالتنا الإسلامية تحمل احترام وجهات النظر وتبادل الأفكار مع الناس، ولذلك يقول الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، كما استفدت منها ضرورة وجود خطاب الرحمة واللين وأن يكون التسامح هو السائد حتى نجذب الناس إلى ديننا ورسالتنا، ويجب ألا يكون هناك خطاب التهديد والوعيد والتشديد؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول «بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا»، إضافة إلى غيرها من الفوائد. تحول الخطاب • لم تحولت في خطابك، هل هو إيمان بإدراكك لأهمية التحول أم لتغير الفئة التي تستهدفها؟ كل العلماء والناس والدعاة مروا عبر التاريخ بمراحل في دعوتهم، فالشافعي له قديم وجديد في المذهب، وحتى ابن تيمية له طرحه في شبابه وفي كبر سنه، مع العلم بأن الدين واحد والثوابت واحدة، لكن مع الخبرة والسفر والتجربة وتقدم السن يختلف الطرح من مسألة لأخرى، وهذا أمر طبيعي، وأنا أتعجب ممن يسأل: لماذا اختلف خطابي عن السابق، ونحن نعرف أن من طبيعة الحياة أن الإنسان لابد أن يجدد في خطابه ويحصل له مواقف تدله على بعض الأخطاء والمسارات التي ينبغي أن تكون أحسن وأجمل. • إذا أنت تدعو إلى تغيير الخطاب الديني بما يتماشى مع العصر؟ لا، ليس على هذا إطلاقا، لا أدعو إلى تغيير الخطاب الديني، أنا أدعو إلى التقيد بخطاب الكتاب والسنة، لأنه الثابت الصحيح، أما وجود خطابات لا تصلح فذلك لمخالفتها الكتاب والسنة، وليس صحيحا أن لكل عصر خطابا، إلا أنني أدعو إلى أخذ خطاب الرحمة واللين من القرآن والسنة، لأن كثيرا من الدعاة لا يفعل النصوص، مثل قوله تعالى «وقولوا للناس حسنا» وقوله «فبما رحمة من الله لنت لهم» وقوله «فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى»، ونحو ذلك. • يتضح من خلال خطابك الدعوي الجديد تركيزك على الترغيب أكثر من الترهيب، ما مبرر ذلك؟ عندما سافرت وخالطت أجناس الناس رأيت انحرافا كثيرا عن الدين وتفلتا عن التدين في الأوساط، ورأيت أن الواجب الشرعي في جذب الناس بالترغيب والتيسير ونشر رحمة أرحم الراحمين في فتح باب الأمل والتوبة. إذا، فإني استفدت من كثرة الإطلاع في الكتب والثقافات الأخرى، والسفر، ومقابلة الأشخاص على مختلف مستوياتهم. التنازلات في الخطاب • كثيرون اتهموك بالتنازلات لإيصال خطابك، ما سر ذلك؟ أنا ألين الخطاب وأرفق به لكني لا أخرجه عن حدود الشريعة، وإذا اصطدمت بنص فإني أقدمه على ما سواه، لكن الشباب قالوا هذا الكلام لأنهم ليسوا علماء؛ بالطبع هم فهموا الدين فهما خاصا ويتقيدون به. • بما أنك تحدثت عن تليين الخطاب، متى أحسست بضرورة هذا الأمر؟ تمر بالإنسان مراحل عديدة، فقد مرت بعلماء ومفكرين وغيرهم، كما كان لسعة اطلاعي دور كبير، فصار خطابي أكثر انتشارا عندما قدمت خطاب التسامح والتصالح، وتحدثت عن الأفكار أكثر من الأشخاص. الخطاب المتشنج • هل ترى أن الخطاب المتشنج أحد أسباب تطرف بعض الشباب؟ هو من ضمن الأسباب لكن ليس وحده، ولنضف إليه البيئة التي عاشها الشاب، ومعاملة الوالدين والأستاذ في المدرسة، فلماذا نجعل السبب واحدا، ونخفي الباقي، حينما حاورت هؤلاء الشباب في السجن وخارجه تأكد لي مدى تأثير هذه الأسباب. • متى أحسست بالفعل أنك أخطأت؟ الإنسان عرضة للخطأ، نحن لسنا أنبياء معصومين، ربما يخطئ إنسان في خطاب أو كلمة فيتداركها، أما الخطأ فإنه يحصل من الجميع. المدح والذم • تغييرك في خطابك، ألم يسبب لك هجوما من قبل بعض المنتمين إلى الوسط الدعوي؟ اقرأ مقالات عن الانتقاد لكن أصبحت لدي مناعة ضد المدح والذم، لأني أواجه قصائد ومقالات مدح ثم اقرأ ذما، فأخلط هذه بتلك وتذهب كلها، وبالإضافة إلى كثرة التجربة وما واجهته وكثرة الندوات والمحاضرات، ولد ذلك لدي عدم مبالاة بالمدح والذم لأن الإنسان يجتهد ويسأل الله التوفيق ويعمل، وأنا متأكد من أن الذي يعمل سيواجه سهاما من النقد ولن يسلم، أما الذي لا يعمل فلن يتلقى شيئا، وهنا يقول الصينيون «الجالس على الأرض لا يسقط» فهو بين خيارين؛ إما أن يجلس في بيت أبيه وأمه ولا يتكلم ولا يكتب ولا يحاضر، ولن ينقده أحد، وإما أن يخرج للفضاء الخارجي ويخطب ويؤلف ويتحمل ما يأتيه من المدح و الذم. • وهل فكرت الآن بمراجعة عدد ممن تصادمت معهم فكريا في السابق؟ لا أظن أني تصادمت شخصيا مع أحد؛ لأن خطابي كان عاما ويميل إلى الوعظ والسير وأنت تعلم ذلك، حتى أنني لم أسم أشخاصا في مسيرتي نهائيا، قد يكون شخصا أو اثنين ومنهم الدكتور غازي القصيبي، والجميع يعلم ما حصل بيننا من اتصال تصافينا فيه واتفقنا على العمل في ثوابت الدين تحت مظلة (لا إله إلا الله). عينة الجمهور • هل ترى اختلافا بين شريحة جمهورك السابقة والحالية؟ نعم بالضرورة، قد يكون بسبب تقدم السن وكثرة القراءة واختلاف وجهات النظر في بعض الجزئيات لا الكليات؛ فالثوابت واحدة، لكن صارت العالمية أكثر الآن؛ لأن الفضائيات وجدت، فأحدثت اختلاف الطرح في بعض المسارات، وأعتقد أن هذا الأمر طبيعي. الأبراج العاجية • كثيرون وصفوك بأنك ابتعدت عن أوساط الشباب ومن كنت قريبا منهم بالأمس، وبت معتليا أبراجا عاجية حتى أصبح الوصول إليك صعبا، كيف ترد على ذلك؟ ليس بصحيح، سمعت هذا الكلام يتردد، لكن ليس معنى ذلك أني قريب من طائفة وبعيدا عن أخرى، أتلقى اتصالات عديدة في الوقت الذي يكون لدي فيه برامج فضائية وتأليف، وأبناء ومهمات وسفريات، فهل تتخيل أني أتمكن من الرد على جوال كل أحد؛ لو فعلت ذلك لأتاني ثلاثة آلاف اتصال في اليوم، ولذلك فأنا أستخدم خدمة موجود لتحويل المكالمات، لعدم استطاعتي تلبية كل اتصال يرد إلي. بعضهم يتصل ليسوق أحاديث وسلسلة محاضرات لا تنتهي، المسألة ليست تحولا أو غرورا لكن الواقع يفرض ذلك، وإخواني الدعاة ذكروا السبب ذاته. محاضرات الجوامع • لماذا أقللت من محاضرات الجوامع بعدما دخلت إلى عالم الفضائيات؟ الفضائيات عندي أنفع من الجوامع، ألقيت محاضراتي في بعض الجوامع، لكني عندما دخلت إلى الفضائيات رأيت أنها أنفع؛ لأنها تحصل بسهولة وتصل إلى قطاع أكثر في الدول العربية والإسلامية. • لكن كثيرا من الفئة التي كانت تحفك في الجوامع لا تستطيع متابعتك عبر الفضائيات، أو لا تفضل ذلك؟ ليس المطلوب من الداعية أن يحاضر كل الناس ويسمعه النساء وأهل الشمال وأهل تهامة ومجلس التعاون ودول عدم الانحياز، هو يسمع من استطاع، والبقية يسمعون من الدعاة الآخرين. • لماذا تأخر الدعاة والعلماء في الاستفادة من الإعلام؟ الإعلام الفضائي المباشر جاء متأخرا، ولذلك العلماء الذين كانوا قبلنا بقليل لم تتح لهم هذه الفرص، وربما قناعاتهم الشخصية وورعهم يجعلهم يمتنعون عن ذلك، هم معذورون في ذلك، لكن دون أن يعيبوا على إخوانهم الدعاة الذين يخرجون في التلفاز والصحافة. زيارة فرنسا • لامك البعض حينما كتبت عن أوباما وزيارتك العلاجية إلى فرنسا، ما تعليقك؟ لا أغفل عن مساوئ الحضارة الغربية لكني بينت في جوانب وذكرت أن القرآن اعترف حتى للأعداء فقد قال سبحانه وتعالى عن أهل الكتاب (ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة)، فينبغي أن نعترف حتى للآخرين بالإيجابيات حتى ولو بالنقاط الحسنى في حياتهم. • هل الحراك الذي تحدثه هو منافسة لدعاة آخرين؟ أبدا، لأني أؤمن بفكرة التنوع، لأن الله تعالى يقول (قد علم كل أناس مشربهم) وكل داعية له شخصية ومواهب تختلف عن الآخر، ليس لدينا تزاحم ولا تضاد، عندنا توافق وتنوع، ولذلك الصحابة لم يزاحم أحدهم الآخر، أبو بكر الصديق رضي الله عنه لديه مواهب، وأبي بن كعب في القراء ة والتلاوة وبن عباس في التفسير وحسان في الشعر، وكل داعية لديه موهبة لا يزاحم فيها الآخر، ولا ينبغي أن يحصل التنافس لأن كل واحد لديه ما لا يملكه غيره. الحسد بين الدعاة • القريب من الساحة الدعوية يدرك تماما حدوث تنافر وتحاسد ربما سببه التنافس بين الدعاة، هل هذا موجود في نظرك؟ يوجد نعم، التشاحن حصل بين الصحابة، فهم ليسوا أنبياء معصومين، لكن يقتل هذا الدعاء والمسامحة، والإنسان يتعوذ من الشيطان إذا وجد هذا في نفسه، لكن لا يقتضي وجود ذلك أن نهون من قدره، ولذلك فإن الملاحظ أني لا أرد على بعض الدعاة في الصحافة الذين يجدون علي ملاحظات، بل ينبغي علينا أن ننصحهم ونسددهم ونوجههم ولا نشهر ونجرح الأشخاص أو الجماعات أو المسؤولين. الدعاة والمثقفون • لو طلب منك القيام بدور الوسيط لتجسير الفجوة بين الدعاة والمثقفين، هل ستفعل ذلك؟ هذا مشروع جيد وقد ذكرت من قبل أني سأكون سفيرا للنوايا الحسنة، لكني لا أريد منصبا ولا تسمية، أحمل هذه الفكرة ومستعد للتعاون مع إخواني في هذا المجال، وقد سميت ذلك في مقالة لي بالمصالحة الاجتماعية وتطبيع العلاقات بين الدعاة والمفكرين والمثقفين وصنوف المجتمع، فهذه فكرة رائدة، وهذا مشروع أدعو الجميع إلى تبنيه وأنا أحد أولئك. • الشباب الذين كانوا يتبعونك في خطابك السابق، هل غيروا نهجهم معك وتبعوك الآن، أم مازالوا في مكانهم السابق؟ مازالوا معي، لأني وإياهم نؤمن بالمبدأ العام المتمثل في ثوابت الدين الإسلامي وإن اختلفنا في مسائل جزئية، لكن ليس خلاف افتراق وتضاد، بل اختلاف تنوع، ولذلك ألتقي بهم في المناسبات وكذا إذا انتقلت سواء إلى كافة المناطق أو خارج المملكة، وهناك تبادل آراء، ولا خلاف كبيرا مثل ما ضخمته بعض وسائل الإعلام. • ألم تطعن من الخلف وتحس بالخيانة؟ لا أشعر بأن أحدا خانني، توجد خلافات في وجهات النظر، لكني لا أحمل عقدة المؤامرة، ولا أشعر أن أحدا استهدفني، وكل سيحاسبه ربه، وأرفع للجميع الراية البيضاء، ولدي عفو عام عن كل من أساء إلي من المسلمين والمسلمات، وأقول شكرا لمن مدحنا وشكرا لمن سبنا، وشكرا لمن حبنا وشكرا لمن أبغضنا من المؤمنين. • ألم يوجه لك بعض كبار العلماء نقدا سريا خاصا خلال مشوارك؟ الشيخ ابن باز رحمه الله كتب لي يسأل عن بيت شعر كتبته ليتثبت عن قصدي لكنه من لطفه وعلمه لم يجرحني، إنما تفضل علي بكلام لطيف والخطاب موجود، والشيخ ابن عثيمين سمع لي شريطا قلت فيه إن الله يعرف فقال لي رحمه الله بأن أقول يعلم الله وألا أقول يعرف، لكن تبين لي من خلال بحث أجريته صحة كلامي مثل قول الرسول صلى الله عليه وسلم «تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة»، وحين أعلنت قصيدتي (لا إله إلا الله) شكرني كثير من المشايخ عليها. • كيف ترى العلاقة بين هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمجتمع؟ أولا أشكر الهيئات وأتمنى لها التوفيق والسداد، وهو جهاز مهم أنشأه الملك عبد العزيز رحمه الله فكان صمام أمان للمجتمع، لكني لا أوافق على الأخطاء التي قد تحصل من بعض رجال الهيئة، وقد وجهت خطابا عبر محاضرة لي إلى رجال الهيئة بعنوان (بشروا ولا تنفروا) وكتبت مقالا إلى معالي رئيس هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر طالبت فيه بالرفق واللين على عصاة المسلمين وسلوك مسلك التسامح والإرشاد وعدم فضيحة الناس إلا من عرف عليه التهتك والفجور وتهديد أمن الناس واللعب بأعراض الناس فهذا أمر آخر. لكن لا ينبغي أن يستهدف جهاز الهيئة ويشهر به، فهو من أجهزة الدولة ويوجد منه الخطأ كما أن المؤسسات العسكرية والجامعات وغيرها تخطيء كذلك. • ماذا استفدت من زيارتك للأندية الرياضية؟ سبق أن زرت نادي الهلال، وقد صنفوني هلاليا لكني لا أنتمي إلا للعلم الشرعي والدعوة وزرت أندية النصر والوحدة والأهلي، وأيقنت أن الدعوة عالمية والدين عالمي، فينبغي أن ندعو الرياضي والفلاح والطبيب والمهندس. • أحد الكتاب المحليين لام كتابتك في صحيفة الشرق الأوسط؛ إذ كنت تصفها سابقا بخضراء الدمن حسب قوله،ما تعليقك؟ لم أقل هذا عن الشرق الأوسط، وأتحداه أن يخرج لي في شريط أو خلافه كلمة مثل هذه، والصحيح أن داعية آخر قال هذه الكلمة وهو يسأل عنها، ولن أسميه.