استدعت هيئة التحقيق والادعاء العام في المدينةالمنورة والدة الطفلة (حنان)، للتحقيق في قضية مقتل ابنتها على يد طليقها قبل أكثر من 15 عاما. وخلال التحقيق أدلت الأم بتفاصيل تناقض ما سجله القاتل (والد الطفلة) في ملف التحقيق، حيث نفت دعواه التي ذكر فيها أن ابنته كانت تعاني من مرض عقلي، وأكدت لهم أنها ولدت سليمة ذهنيا، بدليل أنها كانت منتظمة في دراستها في المرحلة الابتدائية، ولكن حالتها النفسية ساءت نتيجة الضرب والتعذيب الذي كانت تتلقاه على يد والدها، حتى وصل الأمر إلى تمييزها بعلامة فارقة في وجهها بعد تعذيبها بآلة حارقة. ومن المتوقع أن تستدعي هيئة التحقيق جدة الطفلة (والدة الأم) التي أدلت بأقوالها في ملف التحقيق في شرطة أحد قبل أسبوعين، وبذلك يكتمل الملف من جميع أطرافه. وأوضح ل«عكاظ» المتحدث الرسمي في شرطة منطقة المدينةالمنورة العميد محسن الردادي أن الشرطة أنهت التحقيق مع الوالد المتهم، وتمت إحالة ملف القضية إلى هيئة التحقيق والادعاء. وتمكنت «عكاظ» من الوصول إلى والدة الطفلة حنان، وتحدثت الأم حول هذه القضية قائلة إنها انفصلت عن زوجها وهي حامل في الشهر الثالث وظلت ابنتها معها حتى أكملت سبعة أعوام، قبل أن تنتقل إلى حضانة والدها بحكم من المحكمة. وأضافت «حكمت لي المحكمة برؤية ابنتي أسبوعيا، وكانت في كل مرة أزورها فيها تشتكي من معاملة والدها وزوجته، وتقول لي إنهما يضعانها في صندوق السيارة عندما يصطحبانها معهما إلى خارج المنزل». وبعد فترة والحديث لوالدة حنان ذهبت إلى زيارة ابنتي لكن والدها طردني، فرفعت دعوى ضده في المحكمة ولكنه لم يكن يحضر الجلسات. وتضيف «لظروف زواجي من رجل آخر لم استطع مواصلة القضية، وكنت أكتفي بالسؤال عنها حتى علمت أنها تعيش مع جدتها لأبيها في القصيم، وهو ما أدخل الطمأنينة إلى قلبي لمعرفتي بطيبة جدتها». وتواصل والدة حنان سرد قصتها قائلة «قادتني الصدفة إلى معرفة مكان سكن حنان مع والدها بعد أن اختفى عن الأنظار لفترة طويلة، وعندما وصلت إلى منزله وجدت جارتهم وسألتها عن ابنتي، فقالت لي إن الفتاة تعيش حالة من العذاب مع زوجة والدها ووالدها وأشقائها، وإنهم يحبسونها في غرفة بالأيام ويضعون لها الطعام عن طريق شباك الغرفة، وأبلغتني كذلك أن الفتاة اختفت منذ ثلاثة أعوام، وأنها سألت عنها فقالوا لها إنها تزوجت وانتقلت مع زوجها إلى مكةالمكرمة. وبعد أسبوعين من لقائي بالجارة، علمت أن زوجة الأب وشقيقة ابنتي أبلغا الشرطة عن مقتل حنان على يد والدها بعد أن ضربها ضربا مبرحا وربطها يوما كاملا حتى فارقت الحياة، وبعدها لفها في عباءة وأخذها إلى طريق تبوكالمدينة ودفنها، وعند العثور عليه من قبل الأجهزة الأمنية قال إن الفتاة ضاعت منه في الحرم المكي ولم يتمكن من العثور عليها، وبعد اعترافه بالجرم انتقل رجال الأمن إلى الموقع الذي يدعي أنه دفن ابنته فيه ولكنهم لم يعثروا على الجثة، وحتى اليوم لا أرى جثة ابنتي وهو ما زاد من معاناتي وعذابي، وما زلت أتهم طليقي وزوجته بإخفاء الجثة».