يدخل العراق خلال الأيام القادمة في لحظة حاسمة وفاصلة من تاريخه السياسي المعاصر، خاصة وأن إعادة فرز الأصوات سوف تنتج عن مشهد سياسي جديد التي لم تخرج بفوز كتلة واحدة من خلالها وضوح الرؤية السياسية .. في ظل تقدم ائتلاف إياد علاوي بفارق مقعدين، وهو ائتلاف يتكون من طوائف مختلفة تدعمه الكتلة السنية، فيما يقف رئيس الوزراء نوري المالكي في المركز الثاني، في مقابل علاوي الذي يحتل المركز الأول. أمام هذا المشهد العراقي المحتقن بما هو سياسي واجتماعي وطائفي ومذهبي يبدو العراق وكأنه أمام لحظة زمنية سوف تجعله أمام مفترق طرق، إما خلق وضعية سياسية قائمة على الألفة والتآلف بين كل المذاهب والطوائف والكتل وحل المسألة الأمنية بما يجعلها أكثر اطمئنانا وأمانا لصالح المواطن، أو الدخول في وضعية سياسية واجتماعية قائمة على الاحتراب الطائفي والمذهبي، خاصة أن هناك انتصارات أمنية على رموز القاعدة في العراق، وكذلك العلاقة مع دول الجوار أصبحت مثالية إلا من توغل الدور الإيراني داخل الفضاء السياسي والمذهبي في العراق .. ومن هنا فإن إعادة فرز الانتخابات في مارس (آذار) سوف تخلق مناخا سياسيا جديدا، يتمنى كل المراقبين جعله مناخا صحيا وذلك للخروج بعراق جديد يقوم على المصالحة الوطنية .. وعراق جديد أكثر تماسكا ومن خلال تعدديته التي ينبغي أن تكون عاملا للوحدة وليس عاملا للتمزق والافتراق، وأن تكون الانتخابات وما سوف تنتج عنه مقدمة وفاتحة لعراق جديد ديمقراطي وحضاري في ماضيه وحاضره. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة