حذرت دراسة أجريت لصالح مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية من احتمالات تزايد جرائم المخدرات بنسبة 9 في المائة سنويا، على الأقل حتى عام 1433ه، ما لم تتضافر الجهود مجتمعيا واقتصاديا وأمنيا للتصدي لهذه الظاهرة بقوة. وبينت الدراسة أن عدد مروجي المخدرات في المملكة بلغ نحو 90.3 ألف مروج، منهم 59.6 ألف سعوديون، وأن عدد المتورطين بالتهريب وصل إلى 20.3 ألف مهرب، تسببوا جميعا في إدمان 270 ألف متعاط، خلال ال25 عاما الماضية. وأظهر البحث أن 34 في المائة من المروجين والمهربين والمتعاطين، هم من العاطلين عن العمل، استنادا إلى آخر إحصائية رسمية صادرة عن وزارة الداخلية. ولاحظت الدراسة تصدر الحشيش قائمة المخدرات الطبيعية الأكثر استخداما في المملكة، فيما حل الكبتاجون في المرتبة الأولى بين أنواع المخدرات الصناعية. في نفس السياق يدعم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في الرياض اليوم، انطلاق الندوة الإقليمية الأولى في مجال مكافحة المخدرات وتبادل المعلومات، ويدشن الحملة الإعلامية للوقاية من مخاطر تعاطي المخدرات. وتهدف الندوة، التي تنظمها وزارة الداخلية ممثلة في المديرية العامة لمكافحة المخدرات، إلى إبراز دور المملكة الإيجابي والمتميز في مجال مكافحة المخدرات، والإطلاع على الاستراتيجيات التطبيقية العالمية في مجال تعاطي ومكافحة المخدرات. وتتضمن الأهداف؛ توفير البيئة المحفزة للمشاركين لتبادل الخبرات والمعلومات في مجال مكافحة المخدرات، تعزيز أطر التعاون بين الدول المشاركة في تفعيل الاتفاقيات الدولية، والعمل على تحسين مستوى الأداء في تنفيذ الاتفاقيات الثنائية بين الدول المشاركة في مجال مكافحة المخدرات وتبادل المعلومات. وأوضحت المديرية العامة لمكافحة المخدرات، أن تنظيم هذه الندوة أتى استشعارا من المملكة لمخاطر تهريب وتعاطي المخدرات، وسعيا للإسهام في الجهود الدولية والإقليمية الهادفة لتبادل المعلومات حول المخدرات. وأفادت المديرية أن الحملة الإعلامية عن مخاطر المخدرات ستستخدم فيها عدد من أنماط الاتصال ووسائله، إذ ستستمر الحملة لمدة ثلاثة أشهر في مناطق المملكة كافة لرفع مستوى وعي فئات المجتمع المختلفة بمخاطر تعاطي المخدرات. بدورها، بينت اللجنة العلمية للندوة الإقليمية الأولى في مجال مكافحة المخدرات وتبادل المعلومات، أن الندوة تتركز على محورين؛ الأول مكافحة المخدرات ويندرج تحتها المكافحة الأمنية، التدريب، والبرامج الوقائية، أما الثاني يتحدث عن تبادل المعلومات ويحتوي المجالات التقنية والمعلوماتية والاتفاقيات الدولية. وأبانت اللجنة أن المشاركة النسائية في الندوة ستكون للمشاركة المحلية فقط عبر 11 باحثة سعودية، وستكون أوراق عملهم تقدم عبر حلقات ومحاضرات مستقلة عن الرجال. من جهة أخرى، حصلت «عكاظ» على إحصائية للكميات التي ضبطتها الأجهزة الأمنية العام الماضي، والتي أوضحت أن عدد القضايا وصل إلى 30.768 ألف قضية، بلغ عدد المتهمين فيها 37.828 ألف شخص. وذكرت الإحصائية أن الفترة ذاتها شهدت مصادرة نحو 62.1 مليون حبة كبتاجون، 17 طن حشيش، 60 ألف كيلو غرام هيروين، و775 طن قات. من ناحية أخرى، كشفت دراسة أمنية حديثة، أن نسبة المتورطين في قضايا تعاطي وترويج وتهريب المخدرات من العاطلين وصلت إلى 34 في المائة من أصل 37.874 ألف متورط. وأوضحت الدراسة (حصلت «عكاظ» على نسخة منها)، أن 204 عاطلين متهمون بالتهريب، 2515 متهمون بالترويج، فيما وصل عدد المتعاطين لها منهم 10225 عاطلا. وأفادت الدراسة ذاتها، أن مجموع المتهمين بترويج المخدرات في ال 25 سنة الماضية وصل إلى نحو 90 ألف شخص، نسبة السعوديين منهم بلغت 66 في المائة، فيما تعاطاها نحو 270 ألف شخص، وهربها نحو 20 ألف شخص. وحددت الدراسة أن عدد متعاطي الحشيش وصل إلى 15.794 ألف شخص، في حين بلغ عدد متعاطي أنواع المخدرات الصناعية الأخرى 10.595 شخصا. وتنبأت الدراسة ذاتها، أن تزيد جرائم تعاطي المخدرات سنويا بنسبة تسعة في المائة على الأقل حتى عام 1433ه، حسب الظروف الاقتصادية، الاجتماعية، والأمنية للمجتمع. وأوصت الدراسة بالعمل على توجيه المؤسسات التعليمية والتربوية والإعلامية، وخطباء المساجد بالتركيز على دور الأسرة لبذل المزيد من الجهد لتنشئة الأبناء على القيم التي تعزز الذات وتوقظ الضمير لديهم والابتعاد عن الوسائل غير المشروعة لكسب المال وإثارة الوعي بأضرار المخدرات ومخاطرها على الفرد والمجتمع. حسين شبلي الدرب خبأ مهربان من محافظة الدرب (شمالي جازان) أكثر من 75 بلاطة حشيش مخدر في حقائب مدرسية بغرض تضليل رجال الأمن وصرف عيونهم عن بضاعتهما الفاسدة، لكن الحيلة الماكرة لم تنطل على درويات المجاهدين التي كشفت الرجلين، وصادرت المخدرات أمس. وذكرت تقارير رسمية أن فرق المجاهدين أعدت نقطة تفتيش مباغتة قرب وادي أم الحنشان وأخضعت مركبة نصف نقل إلى الفتيش وعثرت على بلاطات الحشيش مخفية في ثلاث حقائب مدرسية كانت على المقعد الخلفي من المركبة المشتبهة. وقال المتحدث الرسمي في إدارة المجاهدين في جازان، خالد قزيز: إن إدارته أحالت المتهم إلى جهة الاختصاص لاستكمال التحريات والتحقيق.