ليت موظفي التعداد يقفون طويلا بأسئلتهم عند عدد الموتى في مهمة التعداد السكاني هذه الأيام. ليتهم يسألون كل أب وأخ وابن: كيف وأين ومتى مات عزيزهم في كومة حديد اسمها (سيارة)؟، ويأخذونا بالأرقام إلى السؤال المهم: أين نحن على طريق مواجهة هذا الموت المؤسف؟ ولكي نتعرف على بعض الحقيقة، فلنتأمل أسبوع الإجازة الماضي، والذي اختصر لنا شيئا من حالنا المتواضع في مواجهة هدر الأرواح خلف مقود السيارة: 15 بريئا يقضون في حادث طريق أحمر من لون الدم، وجثث متفحمة في حادث تصادم حارق ألهبته تجاوزات طائشة لعابر طريق متهور، ورابع وتاسع هنا وهناك والمئة في الطرف الآخر، وكلها تقع داخل مرمى الطرق الطويلة المميتة، وخارج المدن التي يستهدفها نظام (ساهر) المروري الصارم الذي بدأ في ذات الأسبوع: ستراقب كاميرات (ساهر) كل صغيرة وكبيرة في مدن المملكة الرئيسية فقط، وستغيب عن تلك الطرق الطويلة التي غادرت عليها آلاف الأرواح. أتساءل هنا، لماذا تبتعد تلك الكاميرات عن مسارح الموت على طرق الشمال والشرق والجنوب والغرب الرابطة بين مدينة وأخرى، وتحصر مراقبتها لطرق مدن لم تكن فيها أخطاء القيادة مميتة بقدر ما هي الأخطاء هناك. كثيرون كانوا يتمنون نظام مراقبة يبدأ بعدسة على كل متر من الأسفلت الأسود الطويل الذي هلكت عليها أرواح ألوف مئات المواطنين، كانوا يتمنون أن يقيد تهور متسابقي (الفورملا موت) بعقوبة لا عفو فيها. وضعنا هناك لم تعد تجدي معه قسيمة (المخالفة المضاعفة) نفعا في تأديب طائش متهور: أظننا صرنا نحتاج عاجلا إلى نظام (عاقب) يعطينا تخفيضا مرضيا ينزل برقم حوادث السيارات إلى النصف على أقل الأحوال: نريد لنصف موتى كومات الحديد أن يتمتعوا بطعم الحياة هذا العام، فلقد فاض بنا رقم الأربعة آلاف ميت السنوي. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 245 مسافة ثم الرسالة