في الاجتماع الذي أقامته الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الإيدز مساء الأربعاء الماضي، كان مستشار المكتب الإقليمي في الشرق الأوسط والشمال الأفريقي للأمم المتحدة الدكتور «حميد رزا» حاضرا في زيارة ودية لمساعدة الجمعية في آلية وكيفية عمل الدراسات. في ذاك المساء كنت مع المدعوين، وكان الحديث حول الأزمات التي تواجه الجمعية ومرضاها، ومخاوف المجتمع من المرضى بسبب جهلهم في كيفية انتقال المرض، مع أن انتقال «الإيدز» يعتبر أقل خطرا من أي مرض معد، أيضا مريض الإيدز هو من عليه أن يخاف، لأن انتقال أي «فايروس» من شخص سليم لمريض الإيدز قد ينهي حياته. أكثر محور سرق الكثير، علاقة المريض بالمجتمع، هذه العلاقة التي تسبب له مخاوف كثيرة، رفض .. اتهام، نفي .. احتقار، مع أن غالبية أولئك المرضى أصبحوا توابين بعد الخطأ. رغم اتهام المجتمع، إلا أن الكثير أكد أن المشكلة مرتبطة بالخوف المرتبط بغياب المعلومة، لهذا المجتمع ينفي مريض الإيدز ليس كراهية بل خوفا من أن ينقل له المرض. أدهشني كم المعلومات الغائبة عني، فمريض الإيدز يمكن له أن يكمل حياته بشكل طبيعي إن التزم بالعلاج، والمجتمع لم يسبب له ضغوطات نفسية بسبب الرفض، بل ويمكن له أن ينجب طفلا سويا بشرط أن يكون هناك متابعة طبية، وأنه في حال هبوط نسبة الفايروس في الجسم يمكن له أن يجامع زوجته وينجب طفلا غير حامل للمرض. أحد الحاضرين طرح سؤالا مهما مفاده: هذه المعلومات غائبة عن المجتمع، ألم تفكر الجمعية في حملة توعوية في الصحف ونشر «بروشورات» وتوزيعها مجانا، تثقف المجتمع الخائف، وتوعي المريض بأن كشفه المبكر يمكن له أن يحمي زوجه وطفله الذي سينجبه من المرض؟ كانت إجابة جل أعضاء الجمعية «صحيح جدا»، ولكن هذا الأمر مرتبط بالجانب المادي والموارد ضعيفة، فالجمعية للأسف لا تجد دعما من غالبية رجال الأعمال. عند هذه الجملة سرقتني خيالاتي كعادتي حين أبحث عن حل ما لمشكلة، تخيلت أن هناك مليون مواطن قرر كل منهم أن يدفع 10 ريالات للجمعية، هذا المبلغ يكفي لنشر الوعي، لقتل الخوف، لجعل المستقبل أفضل. عدت من خيالاتي لأسأل: هل لدى الجمعية حساب ليتبرع المواطن لكم؟ قالوا هناك حسابان، الأول «بنك ساب 031151616001»، الثاني «البنك الأهلي 10174792000100»، عدت من جديد لخيالات، تساءلت «ألا يستحق هذا المجتمع 10 ريالات لنحميه لنحمي أبناءنا لنحمي أنفسنا»؟