تشرفت بدعوتي لحضور ملتقى للجمعية السعودية الخيرية لمرضى الإيدز، وذلك بمناسبة اللقاء مع الدكتور حمد رزا، مستشار برنامج الأممالمتحدة الإقليمي للإيدز، فكان سؤاله لي عن القوانين في المملكة التي تحمي حقوق مرضى الإيدز، فكان جوابي بأسئلة عدة، وهي؛ لماذا حقوق مرضى الإيدز؟ وما الفرق بينهم وبين أي مريض آخر؟ أو بينهم وبين الإنسان السليم صحيا؟ فأوضحت أنه لا يوجد أساسا أي إجراءات أو لوائح لحرمان مريض الإيدز من أي حق من حقوقه الطبيعية حتى تكون هنالك قوانين لحمايته، فيحق له العمل والزواج وممارسة التجارة والإرث وكافة أنواع الحقوق والتعاملات، مثله مثل الإنسان غير المريض، وبالتالي لا يفترض أن تكون هنالك قوانين لحمايته؛ لأنه ليس بأقل شأنا من الإنسان السليم صحيا حتى نحميه بالقوانين. بل الأكثر من ذلك أن أحد الأساتذة الأطباء الحاضرين معنا في الملتقى، أفاد بأنه يمكن لك أن تتعايش مع مريض الإيدز وأن تأكل من أكله وتستخدم ذات دورة المياه التي يستخدمها وأن تصافحه وأن تسبح معه؛ كون مرض الإيدز لا ينتقل إلا بالاتصال الجنسي أو بالدم، في حين أن هنالك أمراضا أخرى تكون أشد خطورة من حيث سهولة انتقالها عبر الهواء أو الملامسة أو الطعام وخلافه، ومع ذلك لا ينظر إلى أصحابها بنفس النظر والعزلة التي يتعرض لها مرضى الإيدز. وبالتالي، فإن المشكلة الحقيقية التي يعاني منها مرضى الإيدز ليست من القوانين والأنظمة، إنما من نظرة المجتمع لهم التي تؤدي ببعض أفراد المجتمع إلى ظلمهم، فليس كل مريض إيدز بمذنب، حتى المذنب فما يدرينا عن توبته؟ ومن نحن حتى نحاسب إنسانا مدى الحياة؟ ألا يكفيه ما فيه؟ أو ليس ديننا الإسلامي الحنيف حثنا على زيارة المريض والتخفيف من معاناته ووعد بالأجر العظيم مقابل ذلك؟ وفي المقابل نقسو على مرضى الإيدز ونضعهم في عزلة ونجعلهم محل اتهام مدى الحياة، فهل هكذا علمنا الإسلام؟ كل ما أتمناه أن نُصحح النظرة لهم وألا يتم ظلمهم وعدم المساس بحقوقهم، فهم بشر مثلنا فالفرق بين البشر بالتقوى وليس بالصحة والمرض. * المحامي والمستشار القانوني [email protected]