والله عيب وشق جيب أن تأتي المرأة إلى دائرة حكومية أو شركة كبرى لإنهاء عمل متعلق بها، فيمنعها رجل أمن قد يكون بعمر ابنها، ويقول ممنوع دخول «الحريم»، والأكثر أن هذه المرأة التي تحمل الهوية الوطنية المتساوية مع الرجل حسب النظام، وقد تحمل من الكفاءات أكثر من الرجل، غير مسموح لها و(حسب بنود قانون التقاليد العتيقة) أن تحصل على وظيفة في دائرة حكومية يحتلها رجل وافد، وقد تكون أقدر منه وأكثر كفاءة. الأرقام التي تحملها الأخبار عن عمل المرأة تقول إن ألف أخت من أخواتنا النساء يحملن الدكتوراة عاطلات عن العمل، وإن مجمل العاطلات من الراغبات في العمل فقط ثلاثة ملايين سيدة، وإن أربعين ألف امرأة تقدمن لجامعة الأميرة نورة عندما أعلن عن مائتي وظيفة، ومع هذا نحن نستقدم ملايين الرجال لسد فجوة طاقة العمل. من المهم حلحلة صخرة التقاليد التي تقف عائقا في سبيل توظيف كثير من النساء المحتاجات للعمل، ولا بد من أن تطور قطاعات العمل في الحكومة والمؤسسات الخاصة أساليب تتيح بيئة عمل نسائية ولو بشكل جزئي بدل هذا الانغلاق المؤسف لكسر الحاجز النفسي لدى البعض الذي يرى في جنس المرأة مخلوقا آخر خارج دائرة الحياة. وضع المرأة في الحياة والعمل صعب جدا برغم كل ما يقال من تقدمها وبروزها في مقدمة الإدارة، والمشكلة ليست وجود عوائق نظامية، فالمرأة في المملكة، حسب النظام، لا تميز بين الرجل والمرأة، لكن المرأة أمام صخرة التقاليد الصلبة التي لا تريد أن تلين أو تنكسر أو تتزحزح بمفاهيمها عن طريق تسلكه كل نساء العالم، وهو حقها الإنساني بالعمل، والعيش الكريم، والمساواة بالفرص، فالنساء السعوديات رأس مال وطني مهدر بحق، وليس من المنطق أن تقفل أمامهن فرص العمل بعد أن قاومن التخلف، والجهل بالعلم، وعرفن حياة الإنسان السوي المتفوق. في التاريخ غيبت المرأة في بلادنا عن العلم والمعرفة لقرون، وأدى غيابها في ظلام الأمية، والجهل مع أخيها الرجل إلى إيجاد صيغة من التعاون في العمل، فكانا مشتركين في تحمل أعباء الحياة بل كانت تمارس العمل الشاق مثلها مثل الرجل، وتعيش معه حياته كاملة في المزرعة، السوق، وساحات الرعي، والسفر، والترحال. اليوم، وفي زمن الرخاء، صارت موجودة بعقلها وعملها المتفوق أحيانا على الرجل، لكن العقول التقليدية لا تريد الإقرار بحقيقة تفوقها، وترفض مساواتها بما ساواها الله فيه من القدرة على العمل، فصار تغييبها يثير كثيرا من التوتر الاجتماعي، وكأن المرأة خطر لا نعرف ما يأتي منه، ولا تربطنا بها علاقة الأم، والزوجة، والأخت، وأحيانا تتهم بالقصور مع أن بيننا سيدات بعشرات الرجال، وعقولا نسائية لا تجاريها عقول الكثير من الرجال، فالنساء شقائق الرجال، ولسنا من تناسل مختلف كما يصورهن البعض. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة