كشفت مصادر عراقية عن مقتل نجل أمير ما يسمى بدولة العراق الإسلامية أبوعمرالبغدادي في العملية المشتركة للقوات الأمريكية والعراقية التي استهدفت منزلا كان يتواجد فيه البغدادي زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي في العراق ووزير حربه أبوأيوب المصري قرب مدينة تكريت فجر الأحد الماضي. وقالت المصادر التي تحدثت هاتفيا مع «عكاظ» أمس، إن العملية كانت نتاج معلومات استخباراتية توافرت بعد اعتقال العشرات من عناصر التنظيم خلال الأيام القليلة التي سبقت العملية، وإن الرسائل التي عثر عليها والمعلومات التي وجدت في أجهزة حاسب آلي تمثل محادثات بين قيادات القاعدة في العراق وزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ونائبه أيمن الظواهري، وهي رسائل قديمة وليست حديثة نظرا لصعوبة التواصل، وقتها، بين قاعدة العراق وقاعدة أفغانستان، حين أصبح التنظيم في العراق مكشوفا، ومن المخاطرة أن يتم تبادل المعلومات بينهما. وأردفت المصادر أن إحدى الرسائل التي عثر عليها في أجهزة الحاسب الآلي، قد تكون تلك الشهيرة التي أرسلها الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري للتنظيم في العراق يطلب منها المساعدة والعون، وهي معروفة للجميع وسبق نشرها في معظم المواقع الإلكترونية. إلى ذلك، استبعد نائب رئيس مركز الخليج للأبحاث في دبي الدكتور مصطفى العاني في اتصال هاتفي مع «عكاظ» فرضية التشكيك في إعلان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وبيان الجيش الأمريكي في العراق حول مقتل البغدادي والمصري قائلا: «إن ماذكر حقيقي، لأن المالكي والأمريكيين ارتكبوا أخطاء سابقة ليسوا مستعدين على تكرارها عندما أعلنوا مقتل البغدادي عام 2005م واعتقاله قبل عام». ولفت العاني إلى أن القوات الأمريكية والعراقية حددت هويتي البغدادي والمصري بالصور الموجودة لدى السلطات العراقية، وليس بواسطة الحمض النووي لأن السلطات هناك لاتمتلك عينات للرجلين لمطابقتها، بعكس أبومصعب الزرقاوي، مشيرا إلى أن هناك خلافا حول تحديد هوية أبوأيوب المصري وإلى أية جنسية ينتمي. يشار إلى أن أبوعمر البغدادي ينتحل أربعة أسماء، هي: حارب عبدالله لطيف الجبوري، حميد داوود خليل الزاوي، عبدالله رشيد صالح البغدادي، أحمد عبد أحمد المجمعي، وهو ما وضع السلطات العراقية في حيرة، غير أن المعلومات الأكيدة التي توافرت بعد القبض على عناصر في التنظيم خلال الأيام الماضية، أكدت أن الرجلين هما أبوعمر البغدادي وأبوأيوب المصري، وهما من يقودان التنظيم في العراق المنبثق عن ما يسمى بدولة العراق الإسلامية. واستبعدت مصادر «عكاظ» أن تكون هناك ردة فعل للتنظيم الإرهابي في العراق بعد مقتل قائديه العقائدي والميداني سواء داخل العراق أو في دول مجاورة، على اعتبار أن التنظيم ليس لديه المقومات الحقيقية للقيام بأعمال إرهابية، فضلا عن كون التنظيم العراقي مسؤولا عن العمليات الإرهابية في العراق والأردن، بينما التنظيم في اليمن مسؤول عن عمليات في سبع دول، وهي المملكة وبقية دول مجلس التعاون إلى جانب اليمن. ونفذ تنظيم القاعدة الإرهابي في العراق سلسلة من العمليات الإرهابية المريعة في العراق والأردن، أشهرها تفجيرات «الأربعاء الدامي»، التي أسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى في يوليو الماضي، وتفجير الفنادق الثلاثة التي شهدتها العاصمة الأردنية وتفجير ميناء العقبة عام 2005م.