من زمن طويل كان حدوث أي شغب جماهيري في ملاعبنا يعتبر أمرا فادحا .. وغريبا .. وشاذا، وأي لغط بين لاعبي الفريقين أثناء المباراة أو بعدها يعتبر جرحا مؤلما للروح الرياضية يستوجب الشجب .. والرفض. غير أن الملاحظ أن مثل هذه المواقف الخارجة على قانون الروح الرياضية سواء من الجماهير أو من لاعبي الفرق أصبح معتادا .. ومألوفا في الوقت الراهن وعلى مختلف الألعاب والدرجات، الأمر الذي يستوجب الضرب بكل قوة على أيدي المتجاوزين، حتى يكون الردع عقابا صارما مستحقا، ولأخذ العبرة من مثل هذه المواقف حين يكون التصدي ظل قويا وفاعلا.. أما أن نجد مثلا مصارعا مثل (رادوي) ينفلت دون وازع وينهال بالضرب والرفس والخطافيات دون أن يجد العقاب الشافي، فلا يوقف سوى مباراة واحدة .. ويتم التجاوز عنه في مرات عديدة .. فإن هذا يشجع على تفاقم العنف والفوضى .. وهناك بالتأكيد مواقف كثيرة ولاعبون مختلفون كانوا يستحقون الردع الحاسم فلم يجدوا إلا الصفح أو التهاون في حجم العقوبات. وقد كان اتحاد كرة اليد محقا عندما أنزل عقوبات صارمة بحق المتجاوزين من فريق الأهلي في الشغب الذي حدث في مباراتهم أمام الخليج، وإن غابت العقوبات تماما عن الطرف الآخر!!. ولعلنا إذا ما تجاوزنا عن بعض الشغب أو كنا متهاونين في العقوبات كما حدث لرادوي فإن لجنة الانضباط تجد حرجا في تطبيق عقوبات أكبر في مواقف أخرى مماثلة .. وهو فعلا ما حدث حين أوقفت هزازي الأهلي مباراة واحدة فقط نظير نطحه للمنافس .. فيما كانت في يوم تطبيق الإيقاف بالأربع والخمس مباريات على بعض اللاعبين .. وهذا التباين الواضح في العقوبات أدى إلى سخط كبير من الجماهير على لجنة الانضباط التي لم تضبط معيار قانون عقوباتها!!. وأخيرا تابعنا ما حدث في مباراة الاتحاد والهلال على مستوى درجة الشباب في كرة القدم في مباراتهما الأخيرة في جدة .. ورغم أن معظم الصحف قد اتفقت بأن أسباب خروج الجماهير الاتحادية عن الروح الرياضية وقذف طاقم التحكيم بالمعلبات الفارغة هو الإخفاق الذي كان عليه حكم المباراة الذي لم يحتسب ضربتي جزاء للاتحاديين وطرد لاعبهم دون ذنب وهو المعتدى عليه .. إلا أن هذا لايبرر التجاوز على الإطلاق .. وإن كان يدعونا للمطالبة بأن يتم اختيار الحكام المناسبين الأكفاء لمثل هذه المباريات .. وكفاية ما يحدث في مباريات الكبار فهل وصلت المسألة إلى الدرجات السنية الأخرى أيضا؟!، وهل سيأتي يوم نطالب فيه بحكام أجانب لمباريات درجات الشباب والناشئين أيضا؟!. ولفت الانتباه إلى إشارة بعض الصفحات إلى أن للاتحاد والهلال مباراة مؤجلة من الدور الأول ومكان لعبها في الرياض، وكان المفروض أن تلعب المباراة المؤجلة أولا ثم تلعب مباراة الدور الثاني بعدها .. لكن هذا لم يحدث لتكون المباراة المؤجلة هي مباراة الحسم ومكانها الرياض بدلا من أن يكون الحسم في جدة .. ولا ندري كيف يحدث هذا .. ولماذا لاتلعب المباراة المؤجلة أولا .. إننا أحيانا نتسبب في توتر الأعصاب دون أن يكون هناك داع، لو التزمنا بالمفروض والمنطق. والمحصلة .. أننا نحتاج إلى تقنين العقوبات وعدم التهاون في فرضها على المتجاوزين بصرف النظر عن الألوان، وعلى لجنة الانضباط أن تضرب بيد من حديد حتى يتم تطويق هذه الظاهرة التي بدأت تتفاقم .. شريطة المساواة في العقوبات فلا نوقف لاعبا أربع مباريات ونوقف آخر مباراة واحدة .. أو أن نضبط كل حالات التجاوز داخل الملعب فلا نغمض أعيننا ونفتحها على الآخر في مواقف أخرى!! والله المستعان. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 140 مسافة ثم الرسالة