قرأت قصة قصيرة نشرت قبل سنين بعيدة في مجلة اليمامة لأستاذنا القدير وشيخنا الجليل محمد عبده يماني تتناول قضية قيادة المرأة للسيارة، ثم أطلعت على مقالة نشرت في جريدة الحياة قبل يومين للزميلة بدرية البشر حول الموضوع ذاته، وأخشى أن يأتي يوم يتناقش فيه أحفادنا موضوع قيادة المرأة للسيارة في الوقت الذي تقضي فيه شعوب العالم إجازتها الصيفية على كوكب بلوتو فينظرون إلينا عبر التلسكوب وهم يقولون: (ياااه.. هذولا إلى هالحين ورطانين في حريمهم)!. لذلك لن أناقش مسألة منح النساء حقهن الطبيعي في قيادة السيارة لأن مثل هذا النقاش العبثي يشبه عملية استنطاق الأحجار والصخور أو محاولة إقناع الناس بأن السماء زرقاء، بل سأتحدث عن البديل الذي تم تقديمه كحل أبدي لهذه المعضلة الاجتماعية وهو السيد (كومار) السائق الآسيوي والمحرم المستأمن على النساء والعوائل، لأن الواجب الديني والإنساني والوطني يحتم على هؤلاء الذين قدموا لنا هذا البديل البائس أن يحافظوا على هذا البديل وأن يتصدوا لعمليات الاستغلال البشعة التي تحدث لنا بسببه. نعم أنا أناشد الأخوة الكرام من أنصار العتمة وعشاق الظلام أن يتوقفوا قليلا عن مهاجمة المطالبين بقيادة المرأة للسيارة ويوجهوا جهودهم للحفاظ على بديلهم التاريخي (كومار!) الذي أصبح حلما بعيد المنال إلا لأصحاب الثروة والجاه، عليهم أن يقارنوا بين تكاليف استقدام السائق الأجنبي في كل الدول المجاورة التي تسمح للمرأة بقيادة السيارة وبين كلفة استقدام السائق عندنا التي تصل إلى عشرة آلاف ريال، رغم أن حاجتنا للسائق المنزلي لا يمكن أن تقارن بحاجة الناس للسائق المنزلي في هذه الدول. وبعد أن ينتهوا من هذه المقارنة أتمنى عليهم أن (يكبروا عقولهم) ويترفعوا عن مناكفة الكتاب والكاتبات الذين يطالبون بالسماح للمرأة بقيادة السيارة ويوفرون شجاعتهم لمطالبة مكاتب الاستقدام بمراجعة هذه الكلفة الباهضة ومناشدة الجهات المسؤولة بتخفيض رسوم الإقامة المقررة على السائق المنزلي تقديرا لخصوصيتنا الشهيرة، فليس من العدل أن يمنع عشاق الظلام النساء من قيادة السيارات ويتركون مكاتب الاستقدام تبني ثرواتها على حسابنا. الأسرة السعودية اليوم تدفع ما يقارب عشرة آلاف ريال لاستقدام (كومار) وبمجرد تعلمه القيادة يهرب منهم ليعمل في مكان آخر!، ومعارضو قيادة المرأة للسيارة (لا من خيرهم ولا من كفاية شرهم) فالواحد منهم أسد هصور حين يناقش مسألة قيادة المرأة للسيارة ونعامة بكماء حين يأتي الحديث عن ارتفاع كلفة استقدام السائقين أو مشكلة هروبهم من أرباب العمل!. أرجوكم.. أتوسل إليكم.. حافظوا على بديلكم البائس (كومار) ليس من أجل النساء اللواتي يطالبن بأبسط حقوقهن الإنسانية.. بل من أجل أسركم ومن أجل الناس الذين يؤيدون أفكاركم!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة