تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز في المنامة أمس، «السيف الأجرب» الذي يعود لمؤسس الدولة السعودية الثانية الإمام تركي بن عبدالله آل سعود - طيب الله ثراه- من يد ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة كتذكار لزيارته الذي استهلها أمس للبحرين. وفيما عقد خادم الحرمين وجلالة ملك مملكة البحرين اجتماعاً ثنائياً في قصر الصخير بالبحرين مساء أمس، بحثا خلاله مجمل الأحداث والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وموقف البلدين الشقيقين منها إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في جميع المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ببناء مدينة طبية تتبع لجامعة الخليج العربي بالبحرين ك «هدية» باسم شعب المملكة لأشقائه شعب مملكة البحرين ولدول مجلس التعاون الخليجي الشقيقة بمبلغ مقداره - مليار ريال سعودي -. صرح بذلك رئيس جامعة الخليج العربي الدكتور خالد بن عبدالرحمن العوهلي، وقال إن «جامعة الخليج العربي بالبحرين تتشرف وتفتخر بتسمية المدينة الطبية باسم «مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبية « تقديراً وعرفاناً بدور خادم الحرمين الشريفين الرائد في خدمة الأمتين العربية والإسلامية وداعماً للتنمية والعلوم في دول الخليج العربي للرقي بها إلى مصاف الدول المتقدمة». وأضاف إن هذه الجامعة سوف تكون بإذن الله منارة للعلم والعلماء وجامعة متميزة على سواحل الخليج العربي. وتوجه الدكتور العوهلي إلى الله العلي القدير بأن يديم عز خادم الحرمين الشريفين وأن يمده بموفور الصحة والعافية وأن يديمه ذخراً للإسلام وللأمتين العربية والإسلامية. وكان خادم الحرمين الشريفين قد حضي باستقبال رسمي وشعبي كبير في البحرين. وفي كلمة ألقاها في الحفل الذي أقامه ملك البحرين لخادم الحرمين خادم الحرمين، أكد الملك عبدالله بن عبدالعزيز إن « هذه الزيارة تأتي لا لتضيف جديدا، بل لتقول للآخر أننا وطن وشعب واحد في السراء والضراء». وقال «أخي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة أشكركم على مشاعركم الكريمة تجاهنا ، وتجاه بلدكم الشقيق المملكة العربية السعودية وشعبها ، وهي مشاعر لها مكانها الرحب في نفوسنا ، وتصونها روابط الدين ، والتاريخ ، والمصير المشترك ، بين بلدينا وشعبينا . واليوم - أيها الأخ الكريم - تأتي زيارتنا هذه لا لتضيف جديدا ، بل لتقول للآخر أننا وطن وشعب واحد في السراء والضراء». وأضاف إن سيف الإمام تركي - مؤسس الدولة السعودية الثانية - والذي تقدمونه اليوم لأخيكم بما يحمله من رمزية تاريخية بالنسبة لنا ولكم ، تعبر عنه مكارم الأخلاق والقيم، التي حفظته ، وصانته ، وأكرمته ، عندما حل في وطنه الآخر البحرين . فشكراً لكم ولأهلنا شعب البحرين الشقيق. هذا وأسال الله لنا ولكم وللأمة العربية والإسلامية العزة والتمكين. وقلد خادم الحرمين الشريفين أخاه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة قلادة الملك عبدالعزيز التي تمنح لأصحاب الجلالة والفخامة قادة وزعماء الدول الشقيقة والصديقة تكريماً لجلالته. وكان ملك البحرين ألقى في بداية الاستقبال كلمة رحب فيها بخادم الحرمين، وقال «خادم الحرمين الشريفين أخينا العزيز الملك عبدالله بن عبدالعزيز أصحاب السمو الأمراء، الأخوة الحضور. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نرحب بداية بقدومكم الكريم في هذه الزيارة التاريخية لتكونوا بين أهليكم في بلدكم البحرين فأهلاً وسهلاً بكم. وبهذه المناسبة الكريمة يسعدنا ويشرفنا باسم الأسرة الخليفية قاطبة أن نقدم لكم السيف الملقب «بالأجرب» سيف جدكم الإمام تركي بن عبدالله آل سعود - طيب الله ثراه - والذي كان لنا شرف الاحتفاظ به ما يقارب المائة وأربعين عاماً منذ أن أرسله -وحفظ كأمانة - الإمام سعود بن فيصل آل سعود إلى أخيه الجد الكبير الشيخ عيسى بن علي آل خليفة رحمهما الله وهو المعروف بالبيت المشهور في قصيدة الإمام تركي حين قال: من يوم كل من رفيقه تبرا حطيت الأجرب لي صديق إمباري ولقد ظل هذا السيف رمزاً من رموز العائلة الواحدة والأصل الواحد والموقف الواحد على مر السنين وقد ارتأينا بهذه المناسبة المباركة أن يكون مكانه بين أياديكم الكريمة تذكاراً لما بناه الأولون وأمانة خالصة للإخوة الحقيقية والتاريخية بيننا وللتكاتف والتلاحم بين الشعبين السعودي والبحريني. وهي حقيقة يذكرها التاريخ للقائد والمؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في هذا القصر العامر حين قال لأخيه الجد الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة رحمهما الله «إن القلوب مجتمعة إلى يوم الدين». كما ويسعدني أن أقلدكم وسام والد الجميع الشيخ عيسى بن سلمان رحمه الله تقديراً وعرفاناً لما قدمتموه وتقدمونه لنا وللأمتين العربية والإسلامية من إسهامات جليلة. وكم نحن جميعاً سعداء بهذه الزيارة الكريمة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وقدم جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة سيف الإمام تركي بن عبدالله آل سعود لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود كما قدم جلالته لخادم الحرمين الشريفين وسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة من الدرجة الممتازة تكريماً للملك المفدى . وكان خادم الحرمين قد وصل إلى المنامة بعد عصر أمس في زيارة رسمية إلى مملكة البحرين الشقيقة تستمر يومين. وكان في استقباله لدى وصوله قاعدة الصخير الجوية ملك البحرين الذي رحب بالملك ومرافقيه. وفي وقت سابق غادر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرياض متوجهاً إلى المنامة في زيارة رسمية. وكان في وداع الملك لدى مغادرته مطار الملك خالد الدولي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام. كما كان في وداعه الأمير فهد بن محمد بن عبدالعزيز و الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية. ********************* ملك البحرين يقيم مأدبة عشاء تكريماً لخادم الحرمين أقام جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين الشقيقة مساء أمس مأدبة عشاء تكريماً لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والوفد المرافق له. حضر المأدبة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية وأصحاب السمو ورئيس مجلس الشورى ورئيس مجلس النواب وأصحاب المعالي والسعادة الوزراء وكبار المسؤولين بمملكة البحرين.