تبدأ معاناة معلمة في الحضانة حين تكتشف أن «الإيدز» انتقل لها عن طريق زوجها، فبدأت إجراءات فصلها من العمل، خوفا من أن تكتشف أسر الأطفال أن إحدى العاملات في الحضانة مصابة «بالإيدز»، فيتم سحب أطفالهم من الحضانة، ويتورط أصحاب المشروع بخسائر كبيرة. ناقل الخبر كتب لي: «ما ذنبها بأن تفصل من العمل، ولماذا أصبحت قلوبنا خالية من الرحمة؟» فكتبت له: وما ذنب الأطفال إن حدث وخلال اللعب تصادم مع المعلمة واختلطت الدماء، أو سقطت المعلمة ونزفت، فجاء طلابها الأطفال الذين يحبونها ليساعدوها، فانتقل المرض لهم دون ذنب، كما انتقل المرض لها دون ذنب أيضا؟ وهل لو كان ابنك/ابنتك في تلك الحضانة ستكون مطمئنا؟ تفاجأ من الرد، وأكد لي بأنه لم يتوقع هذا الرد، وأني ساتعاطف مع تلك المعلمة التي فصلت. الحق يقال إني متعاطف مع تلك المعلمة، لكني أتفهم خوف الآباء والأمهات على أطفالهم، لأنهم أي الأطفال غير قادرين على التصرف السليم في الأزمات، أو هم لا يستطيعون ولا يدركون ما الذي يعنيه هذا المرض وكيفية الوقاية والتعامل مع مثل هذه الحالات. في نفس الوقت ضد أن تفصل هذه المعلمة، وأن يتم نقلها إلى عمل إداري بعيدا عن الأطفال، وأن نقلل احتكاكها معهم. كذلك لا بد من تكثيف الحملات الإعلامية لنشر الوعي حول هذا المرض لنخفف من حدة مخاوف ورعب الفرد الذي كلما سمع عن شخص مصاب «بالإيدز» فر منه. فمرض نقص المناعة المكتسبة «الإيدز»، لا ينتقل بسهولة الأمراض المعدية، فهو ينتقل عن طريق الممارسة الجنسية أو نقل الدم، وإن جاء على جلد إنسان دم حامل للفايروس ولم يكن هناك جروح لن ينتقل المرض. نحن نحتاج أيضا لفتح ملف «الإيدز» بأكمله بعيدا عن حساسية ونرجسية المجتمع الذي مازال يعتقد أنه بريء، وإن كل الظواهر السلبية تأتيه من الخارج. أخيرا .. إن الإتكال على مقاومة انتشار المرض بالخطاب المواعظي «الوازع الديني» فقط، لن يمنع تفشي المرض، فقد يكون هناك وازع ديني لدى شخص فينتقل له عن طريق الدم دون أن يدري، أو عن طريق أحد الزوجين رغم عفة الآخر، والأخطر أن يكون المجتمع عدوانيا مع المصاب فينفيه، ويتعامل معه كالرجس، أو يفصله من العمل لأنه اعترف لهم بأنه مصاب بالمرض عن طريق الزوج، فيقرر ذاك المريض أن ينتقم من مجتمع لم يرحمه. S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة