صادقت محكمة التمييز في منطقة مكةالمكرمة على حكم القتل تعزيرا الذي أصدرته المحكمة العامة في المدينةالمنورة بحق الساحر العربي علي حسين سباط، المعروف ب(ساحر شهرزاد)، لإدانته بامتهان السحر وأعمال الدجل والشعوذة وأكل أموال الناس بالباطل والإيقاع بين الأزواج. وعلمت «عكاظ» من مصادر مطلعة أن محكمة التمييز أحالت المعاملة إلى المحكمة العليا في الرياض؛ للمصادقة على الحكم بشكل نهائي، وإعادتها لتنفيذه. وفي وقت سابق، رفضت محكمة التمييز المصادقة على حكم القتل تعزيرا الذي أصدرته المحكمة العامة في المدينةالمنورة في شهر ذي الحجة الماضي، ضد الساحر، («عكاظ» 12/ 2/ 1431ه). ورأت محكمة التمييز أن حكم القتل سابق لأوانه، ويجب استتابة الساحر في حال أقر بالعمل المنسوب إليه، فإما يتوب أو يحكم بقتله، كما طالبت التمييز بالتثبت من الأفعال التي يؤديها، والتأكد من أنها سحرية شركية كفرية وإثبات ذلك ببينة عادلة أو إقرار. وطلبت محكمة التمييز أن يستتاب الساحر، بحيث تتم دعوته إلى المجلس الشرعي وأن تعرض عليه التوبة، فإن تاب تقبل توبته وينظر في أمره، وإلا تعاد القضية إلى التمييز للمصادقة على حكم القتل تعزيرا. وفي المقابل، تمسكت المحكمة العامة في المدينةالمنورة بحكم القتل تعزيرا، الذي أصدرته على الساحر العربي (46 عاما)، وأعادت ملف قضيته إلى محكمة التمييز في مكةالمكرمة. («عكاظ» 25/ 3/ 1431ه) وزادت المحكمة العامة على تمسكها بحكم القتل، بمصادرة هاتف الساحر والشريحة التي كان يستخدمها لحظة القبض عليه، مبدية عدم اقتناعها برفض هيئة التمييز لحكم القتل ومحاولة استتابته، بداعي أن جميع القرائن والدلائل أثبتت شركه وكفره وتمرسه أعمال السحر. وأشارت المحكمة العامة في معرض ردها على محكمة التمييز، إلى أن معرفة الساحر بحكم القتل يدفعه لإظهار توبته خوفا من التنفيذ، بينما لا أحد يملك طريقا لمعرفة إخلاصه في التوبة. واستند القضاة الثلاثة في المحكمة العامة إلى إطلاق حكم القتل على الساحر، «لتماديه بأعمال السحر، ما جعله أشهر من نار على علم في مجاله، ونشره أعماله الإجرامية منذ أعوام، مجاهرا بها أمام ملايين المشاهدين للقناة الفضائية التي يبث عبرها أعماله». واعتبر قضاة المحكمة العامة، السحر والشعوذة «من الأعمال التي فيها فساد وإفساد ما الله به عليم»، وبحسبهم فإن هذا يعتبر مسوغا لحكم القتل ليكون عبرة لغيره، خصوصا مع كثرة وفود السحرة إلى المملكة. وكان المدعى عليه ساحر شهرزاد، قد صادق أمام قضاة المحكمة العامة في المدينةالمنورة على ما اعترف به في برنامج يعرض على القناة الرياضية السعودية، من أنه يؤدي أعمال السحر من صرف وعطف وعلاج للمرضى، منذ ثمانية أعوام، مستعينا في تلك الأعمال بالشياطين والجان والطلاسم. وأكد القضاة أنه من شروط تعاون الشياطين «الكفر بالله»، بالإضافة إلى ممارسته السحر عبر القناة الفضائية الشهيرة التي تعرف بقناة شهرزاد، كما اعترف الساحر بأنه كان يفك السحر بالسحر. وقبض على الساحر متلبسا قبل عامين في فندق في المنطقة المركزية في المدينةالمنورة، وهو يسلم أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر طلاسم واستغاثات شركية مكتوبا عليها اسم رجل وأمه وزوجته وأمها، بهدف إيجاد حالة من عطف الرجل على زوجته.