حذر مختصان من تزايد انتشار مرض سرطان الثدي في المملكة، بعد أن بينت الإحصائيات الطبية توسع دائرة المرض، وخصوصا في المنطقة الشرقية. وأعتبر رئيس جمعية السرطان عبدالعزيز بن علي التركي، أن سرطان الثدي يشكل أعلى نسبة بين أنواع الأورام الأخرى، حيث تصل النسبة وفقا للإحصائيات الصادرة من السجل الوطني للأورام إلى 25.9 في المائة، لافتا إلى أن المنطقة الشرقية سجلت أعلى نسبة في هذا المرض، وأن كثيرا من الإصابات تم اكتشافها في مراحل متقدمة من المرض، كما أن الدراسات والأبحاث أثبتت أن اكتشاف المرض مبكرا يزيد إمكانية الشفاء بنسبة 97 في المائة. ودعا التركي الى تفعيل برامج التوعية بين نساء المجتمع، وحثهن على الكشف المبكر بالماموجرام والكشف الذاتي، موضحا أن جمعية السرطان وضعت جانب التوعية الصحية في قمة أولوياتها، وجعلت تثقيف الأفراد بأمراض السرطان أحد أهم أهدافها وذلك منذ تأسيسها قبل ستة أعوام حتى وصلت بأنشطتها المتعددة إلى مختلف مناطق المملكة والدول الخليجية لتصبح الرائدة في هذا المجال والمرجع الأساسي لغيرها من الجمعيات. ورأى أن حملة «الشرقية وردية» التي احتضتها الشرقية أخيرا نموذج لجهود الجمعية، حيث ضمت هذه الحملة العديد من المستشفيات والمراكز الصحية والمجمعات التجارية وأماكن تجمع العائلات في الدمام والخبر والظهران والقطيف والأحساء، وتواصل سيارة التوعية المتنقلة في التجول في المجمعات التجارية في محافظات المنطقة الشرقية ومبنى الغرفة التجارية الصناعية في الدمام ومدينة الأمير سلطان للعلوم والتقنية. وفي السياق نفسه، أوضح مدير صحة الأحساء حسين الرويلي؛ أن إدارته تولي الجانب التوعوي أهمية بالغة إيمانا منها بما له من الأثر المباشر في رفع المستوى الوعي لدى المواطن، وتوظيف ذلك في المناسبات الصحية العالمية ومساهمة منها في المشاركة في اليوم العالمي للسرطان تبنت أقامة مؤتمر سرطان الثدي في هذا العام ليستفيد منه مجتمع الأحساء بشكل خاص والشرقية بشكل عام. وأضاف «أن الإصابة بسرطان الثدي في الشرقية قدرت بنسبة 22 في المائة من إجمالي الإصابات المسجلة على مستوى المملكة، وكانت المملكة قد سجلت على المستوى العالمي نسبة قدرت ب(1) في المائة لهذا المرض المميت الذي أودى بحياة ملايين البشر في العالم» . الرويلي لفت إلى أن الإحصائيات العالمية بينت استمرار الزيادة في معدل الإصابات بأمراض السرطان نتيجة زيادة التعرض لمسبباته، فالقائمة في المملكة تشير إلى إن سرطان الثدي يحتل المرتبة الأولى، مما يستوجب التوعية بهذا المرض، وضرورة التشخيص المبكر له وعلاجه. وشدد الرويلي على ضرورة تكثيف الجهود لزيادة الوعي بأهمية الكشف المبكر عن هذا المرض؛ لأنه يساعد على تقديم العلاج في الوقت المناسب وبالتالي زيادة فرص الشفاء التام. من جانبها أكدت رئيسة حملة «الشرقية وردية» التي نظمتها جمعية السرطان بالتعاون مع جامعة الدمام في مستشفى الملك فهد الجامعي الدكتور ة فاطمة بنت عبد الله الملحم، على أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي وإجراء فحص «المامو جرام»، حيث أن الكشف المبكر عن سرطان الثدي يرفع من نسبة الشفاء، وأن عدم الكشف عنه حتى مراحله المتأخرة قد يشكل خطورة على صحة السيدات.