لم يجد صانع مسكرات مكانا مناسبا لإخفاء مستوعبات العرق وأدوات التصنيع غير غرفة نومه، إذ عمد على إغلاق ثغرات النوافذ بالغراء الثقيل حتى لا يتنبه السكان إلى روائحه الكريهة، لكن وحدة ميدان تتبع التحريات والبحث الجنائي في شرطة جدة توصلت إلى الوكر في حي غليل الشعبي وألقت القبض عليه ووضعت يدها على مصنع متكامل وعشرات المستوعبات والأوعية والعبوات مختلفة الأحجام. وجاءت عملية الدهم والضبط بعد نجاح فرقة الميدان في اختراق محيط المروج الآسيوي الذي كان حريصا على التكتم والعمل بسرية مطلقة وحصر تعاملاته عبر الهاتف النقال، لكن عناصر الوحدة تواصلوا معه عبر الجوال وكشفوا كل تحركاته وتحديد مكان سكنه في الحي الشعبي المزدحم. وكانت المعلومات المتوافرة تشير إلى نشاط مروج يختار زبائنه من أسفل جسر الخير والكرنتينا، متخذا من منزله الشعبي مكانا للتخمير والتكثيف والتقطير وتسويق السموم على المراهقين والعمال والتواصل معهم عبر الهاتف النقال، لكن شارع التلفزيون شهد صباح أمس سقوط المروج الذي كان قد وصل لتوه لإنهاء صفقة مغرية، وبعد التأكد من هويته أطبق عليه رجال الجنائية واقتادوه إلى وكره وعثروا على مستوعبات من السكر والعبوات الجاهزة، واتضح أن المتهم اختار غرفة نومه لإخفاء بضاعته من السموم والحرص على إحكام إغلاق ثغرات الغرفة بالغراء والمواد اللاصقة منعا من انبعاث الروائح الكريهة، وقال جيران المروج: إن تصرفاته في الفترة الأخيرة أثارت انتباهم غير أنهم لم يتصوروا إنشاءه مصنعا للمسكر في بيته. وكشفت عملية الدهم المباغتة أن المتهم الآسيوي في حالة سكر بين. وقال الناطق الإعلامي في شرطة محافظة جدة العقيد مسفر الجعيد، إن أعمال التحري التي نفذتها الأجهزة المعنية في شرطة جدة كشفت نشاط المروج وتمت إحالته أمس إلى سلطات التحقيق.