يقطع المعوق سعود العواد مسافة 400 كلم كل أسبوع من الأحساء والعودة إليها وصولا إلى الدمام من أجل العلاج الطبيعي في جمعية رعاية المعوقين في المنطقة الشرقية، ويترقب كسوة الشؤون الاجتماعية المخصصة له عبر ثوبين في العام، واحد في الشتاء والآخر في الصيف، وينتظر ستة أشهر من أجل الحصول على كرسي متحرك يناسب وزنه وطوله وحجم إعاقته. ويرتبط المعوقون بوزارة الشؤون الاجتماعية عبر دور الرعاية والتأهيل والجمعيات وعليهم الانتظار مدد طويلة من أجل الحصول على مستلزمات كالأسرة الطبية والعادية، كراسي كهربائية، كراسي استحمام، مقاعد هوائية ومشايات أطفال، كراسي متحركة ورياضية، مراتب وسرر هوائية، كراسي شديدي الإعاقة وجلاسات أطفال. وهنا يشير سعود إلى أن «المشقة قد تصل بالمعوق إلى قطع مسافات طويلة بغية استلام أجهزة معينة من الوزارة إذ لا توجد آلية تكفل وصول المستلزمات إلى المعوق حيث يكون». على المعوق إذا أراد الحصول على مستلزماته التقدم بطلب لفرع الشؤون الاجتماعية في المنطقة التي يقطن فيها ويرفع الفرع بدوره طلب المعوق إلى المقر الرئيس للوزارة في الرياض بعد الاعتماد من اللجنة الطبية والتقييم وفق المعايير المحددة من مركز التأهيل الشامل، حيث يكون الفحص وأخذ المقاسات ثم تصل المستلزمات للمعوق الذي عليه أن يستلمها من مركز التاهيل بعد إحالتها من الفرع. طريق طويل يقطعه المعوق من أجل الحصول على كرسي وسرير وأحياناً ما تصل المستلزمات الخاصة بالمعوق وهي غير مطابقة لطول ووزن وحالة الإعاقة بحسب سعود العواد الذي يقول «المختصون الذين يباشرون عملية الفحص وأخذ المقاسات في مراكز التأهيل الشامل يقعون في بعض الأخطاء أحياناً، وكثيراً ما مارس أولئك المختصون عملية فحص المعوق وأخذ مقاساته من السيارة دون تحديد هويته الشخصية أو مدى درجة الإعاقة التي لديه». المعوقون الذين يراجعون دور الرعاية محظوظون مقارنة بنظرائهم ممن يقيمون في منازل تعود إلى أسرهم إذ يفتقد المعوق في ذلك إلى رعاية كاملة تتوافق واحتياجاته، وكثيراً ما راجع بعض من تلك الفئة المستشفيات مشتكين من تسلخات جلدية ومشاكل صحية بسبب افتقادهم إلى نظافة كاملة من عدم ارتياد حمام وبسبب حرمانهم من العلاج في دور الرعاية كونهم غير مسجلين فيها كنزلاء. وهنا يعود سعود العواد ليجهر بصوته نيابة عن كل المعوقين «لنا مطالب كثيرة لدى الجهات الحكومية لم تلتزم بها». يجهر المعوق سعود بصوته «لنا مطالب كثيرة عند الجهات الحكومية لم تتلزم بها حيث إن هناك من القرارات والتوصيات ما لم نجد له تطبيقا ويواجه المعوقون عقبات من أجل التنسيق مع فروع وزارة الشؤون الاجتماعية لكي يحصلوا على الأجهزة من نفس المنطقة التي يسكنها حيث يصعب على المعوقين الذهاب إلى الرياض للحصول على الأجهزة الطبية، توفير سيارات مجهزة لخدمة المعوقين ليتمكنوا من مواصلة التعليم والتأهيل وتخصيص عمالة مدربة مع التكفل بجميع الرسوم لتوفير الخدمة للمعوق في منزله». وأمام معاناة المعوقين في المنطقة أوضح مدير عام هيئة حقوق الإنسان في المنطقة الشرقية إبراهيم عسيري عن أن هناك فريقا تم تخصيصه من قبل الهيئة سيبدأ جولة عاجلة على دور رعاية المعوقين والتأهيل الشامل للوقوف عن قرب ومعرفة مستوى الخدمات التي تقدمها هذه الدور ومعرفة ما إذا كان هناك تجاوزات ومعاناة جسيمة لهذه الشريحة في الأيام المقبلة. وأوضح عسيري أن هيئة حقوق الإنسان لم تتلق أية قضية مرفوعة أو منظورة من قبل المعوقين ضد أحد مسؤولي أو موظفي الشؤون الاجتماعية من دور التأهيل الشامل أو رعاية المعوقين الخاصة أو الحكومية في المنطقة الشرقية. مؤكدا في الوقت ذاته أنه لم يرد للهيئة أية حالة توضح أي اعتداء أو تجاوز أو عنف جسدي أو لفظي مورس تجاه معوق.