أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عند لقائه أعضاء الهيئة الرئاسية في مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني في قصر اليمامة أمس، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، أن «دعوة الحوار هذه ولله الحمد عمت كل بيت وكل مكان في المملكة العربية السعودية». وقال الملك مخاطبا المشاركات والمشاركين في اللقاء الوطني الثامن للحوار الفكري الذي عقد في مدينة نجران من 23 إلى 25 الشهر الجاري تحت عنوان «المجتمع والخدمات الصحية»: «شكرا يا إخوان، وأتمنى لكم التوفيق، وهذا شيء تشكرون عليه جميعا أنتم والإخوان، وأتمنى لكم التوفيق وأرجو منكم المزيد والله يوفقكم لخدمة دينكم ووطنكم وشكرا لكم». ووضع خادم الحرمين الشريفين أثناء اللقاء، حجر الأساس لمشروع مبنى مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، واستمع إلى شرح على مجسم للمشروع الذي يقع في مدينة الرياض على الطريق الدائري الشمالي على مساحة 11 ألف متر مربع بمساحة إجمالية قدرها 63 ألف متر مربع. بدوره، أوضح الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي رئيس اللجنة الرئاسية لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين في كلمة له، أنه اللقاء الختامي للقاء الوطني الثامن للحوار الفكري في مدينة نجران نظم بعد أن سبقته خمسة لقاءات تحضيرية في خمس مناطق من مناطق المملكة. ونوه الحصين بما وجده المشاركون في اللقاء من تسهيلات بتوجيهات من قبل صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد الله بن عبدالعزيز أمير منطقة نجران، الأمر الذي كان له أكبر الأثر في نجاح هذا اللقاء. وبين رئيس اللجنة الرئاسية أن الجهات الحكومية شاركت في اللقاء إلى جانب 80 مشاركة ومشاركا، إذ دعيت للقاء المؤسسات الخيرية التي تقدم خدمات صحية وعلى رأسها مدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية. وتطرق الحصين في كلمته إلى أن أحد المشاركين أشار إلى أن إحدى الدول الرأسمالية الكبيرة تقدم المؤسسات الخيرية فيها ثلث الخدمات الصحية التي تقدم في البلاد، مفيدا أن عدد المؤسسات الخيرية لا يزال متواضعا وليس في الخدمات الصحية، بل في كل الخدمات الأخرى مع الأسف. وقال رئيس اللجنة الرئاسية: «قبل سنتين في ندوة عن المؤسسات الخيرية شارك فيها وزير الشؤون الاجتماعية في ذلك الوقت وأشار في مقارنة بين دور المؤسسات الخيرية في الدول المتقدمة وفي المملكة فذكر أن دولة أوروبية رأسمالية كبيرة عدد المؤسسات التطوعية فيها بمعدل مؤسسة واحدة لكل 150 ساكنا». وزاد الحصين: «ولو طبقنا هذا المقياس بالنسبة للمملكة وأخذنا لكل عشرة آلاف ساكن مؤسسة خيرية لكان يجب أن يكون لدينا ثلاثة آلاف ولو كان لكل خمسة آلاف ساكن مؤسسة تطوعية لكان يجب أن يكون عندنا ستة آلاف». وأضاف رئيس اللجنة الرئاسية: «لا شك أن قصور الشعب السعودي عن أن يكون لكل خمسة آلاف ساكن من سكان المملكة مؤسسة تطوعية ظاهرة ينبغي أن يعنى رجال الفكر والرأي والمهتمون بالإصلاح لبحث أسبابها وعلاجها». وبين الحصين أن المشاركات والمشاركين في هذا اللقاء أيدوا رؤية المواطن واقتراحاته بالنسبة للخدمات الصحية، كما أن الجهات الحكومية أبدت رؤيتها في هذا الموضوع واتفق الجميع على ما يريده المواطن ويستحقه من خدمة صحية عالية المستوى. وقدم رئيس اللجنة الرئاسية للملك نتاج اللقاء الوطني الثامن للحوار الفكري وما جرى فيه من نقاشات. من جهتها، ألقت عميد أقسام العلوم والدراسات الطبية في جامعة الملك سعود الدكتورة أمل بنت جميل فطاني عبر الشبكة الصوتية كلمة قالت فيها: «الفرحة تغمر قلوبنا بالفخر والاعتزاز لهذا الشرف الكبير الذي حظينا به في المثول بين يدي ملك الإنسانية، نمثل من حباهن الله سبحانه وتعالى بنعمة إيصال صوت المجتمع وتفاعل القطاعات المعنية معه وذلك إلى ولاة الأمر من خلال منبر الحوار الوطني». وقالت فطاني: «خادم الحرمين الشريفين لقد شعرتم كما يشعر كل أب رحيم بأننا في أمس الحاجة إلى الحوار الإيجابي والتعاون المثمر بين القطاعات المختلفة للمحافظة على أغلى ما يملك الإنسان وهو صحته، فالنتائج المأمولة عن لقاء مقدمي ومتلقي الخدمات الصحية كفيلة بتضييق هوة اختلاف الرأي حول جودة الخدمات الصحية ووضع اليد على ما يتطلع إليه المجتمع، وتوفير أرضية خصبة للتوصل للحلول وأهمها الشراكة بين القطاعات الصحية والتعليمية والتأهيلية والاجتماعية». أما الشيخ محمد بن صالح الدحيم، أوضح في كلمته أن اللقاء الوطني الثامن للحوار الفكري يأتي ضمن منظومة الحوارات الحضارية التي ينظمها المركز، إذ تمثل هذه الحوارات منظومة التكامل والتناسق والحركة والتفاعل مركز نبيل يدرك المعنى ويترك الأثر. وقال الدحيم: «خادم الحرمين الشريفين الإنسان السعودي والحوار الوطني مركب حقيقي يعيشه الوطن وتتربى عليه الأجيال حقيقة تمثل حجر الزاوية في كل مسارات التنمية تشكلاتها وتحولاتها، السعودي مسؤول ومؤسسة وفرد قد أشرب نفسه الحوار والثقافة واحترام الرأي». بدوره، ألقى الدكتور هادي بن مهدي آل راكة كلمة قال فيها: «أقولها بصدق .. فقد علمتنا يا خادم الحرمين الشريفين معنى الشفافية .. وزرعت فينا ثقافة الحوار .. في الأيام الثلاثة الماضية التي شاركنا فيها في اللقاء الثامن للحوار الفكري في منطقة نجران». وأشار آل راكة إلى أنه من ضمن ملامح التطوير الصحي الواعد ما ينفذه مستشفى الملك فيصل التخصصي عن طريق برنامج التعاون الصحي المشترك لنشر العيادات التخصصية الشاملة في مناطق المملكة. حضر اللقاء، صاحب السمو الملكي الأمير عبد الإله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز أمير منطقة تبوك، صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن سعود بن عبد العزيز، صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور عبد العزيز بن ناصر بن عبد العزيز، وصاحب السمو الأمير الدكتور مشعل بن عبد الله بن مساعد مستشار ولي العهد. كما حضر اللقاء، صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن ناصر بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، صاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين، صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبد العزيز المستشار في ديوان ولي العهد، وأصحاب السمو الملكي الأمراء والوزراء وعدد من المسؤولين. وفي شأن آخر، التقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في الديوان الملكي في قصر اليمامة أمس، أصحاب السمو الملكي الأمراء وكبار المسؤولين، وعددا من المواطنين. من جهة أخرى، بعث خادم الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام برقيتي عزاء ومواساة لرئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك، إثر نبأ تحطم طائرة الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي، مما أدى إلى وفاته وحرمه وعدد من كبار المسؤولين البولنديين. وقال الملك في برقيته: «وإننا إذ نعرب لدولتكم باسمنا واسم شعب وحكومة المملكة العربية السعودية عن مواساتنا لجمهورية بولندا حكومة وشعبا، لنرجو ألا يصيبكم والشعب البولندي الصديق أي سوء أو مكروه»، فيما قال ولي العهد في برقيته: «إننا إذ نعرب لدولتكم عن تعازينا لجمهورية بولندا حكومة وشعبا ، لنرجو ألا يصيبكم والشعب البولندي الصديق أي مكروه». كما بعث خادم الحرمين الشريفين والأمير سلطان بن عبد العزيز برقيتين مماثلتين لرئيس مجلس النواب البولندي برونيسلاف كوموروفسكي في وفاة الرئيس البولندي وحرمه وعدد من كبار المسؤولين البولنديين، إثر تحطم طائرتهم غرب روسيا.