رأى رئيس جمعية الناشرين السعوديين أحمد فهد الحمدان «أن واقع النشر العربي يمر بمرحلة صعبة جدا، وذلك لوجود الكتاب الرقمي، كذلك وجود الفضائيات ووسائل الاتصال الحديثة». وأفاد «عكاظ» الحمدان على هامش ندوة «توزيع الكتاب في لبنان والعالم العربي»، التي استضافتها بيروت البارحة الأولى في إطار أنشطة «بيروت عاصمة عالمية للكتاب»، أن «صناعة النشر في العالم العربي أمام امتحان صعب، وعلينا جميعا كناشرين عرب ترميم الصف، والنهوض بالكتاب العربي إلى المكانة التي تليق به في مصاف الناشرين الدوليين، وهذا لم يحصل إذا لم يكن هناك دعم من الحكومات العربية في دعم الكتاب العربي، وتشجيع الطلاب على القراءة، لذلك ينبغي أن يكون هناك تغطية إعلامية للكتاب، وواقعه وطرق النهوض به». منسق الندوة التي دعا إليها اتحاد الناشرين العرب ووزارة الثقافة اللبنانية، الناشر بشار شبارو اعتبر في كلمته في حفل الاقتتاح «أن معضلة توزيع الكتاب، وتسويقه تكبل نشاط دور النشر، وتحد من حركة الكتاب، وتحرم القارئ من مادته المعرفية، ونبقى عاجزين عن إيجاد حلول عملية تليق بنا، وتكون فعالة في تخطي عائق بات يشكل تهديدا لوجود مهنة النشر في العالم العربي». وتطرح الندوة إشكالية ما هي طبيعة هذه المشكلة؟ وهل توجد تجارب توزيع ناجحة في بلداننا؟ هل ما يصلح في الغرب يصلح لنا؟ وكيف نصل معا إلى حلول حقيقية قابلة للتحقيق؟». ويلحظ شبارو «طرح هذه الأسئلة في الندوة، لأن لدينا آليات توزيع مفككة وغير حديثة، وغير عصرية كما يجب، لكنها في كثير من الحيان أثبتت بعض الفعالية، والسؤال هو كيف نطور هذه الآليات، ونعممها في الشكل الصحيح، ونوفق بين احتياجاتنا والطرق الحديثة التي تطبقها الدول المتقدمة في هذا المجال، والهدف الأساسي هو الخروج بأرضية عمل تجعل مسألة توزيع الكتاب أولوية لدى جميع الفاعلين، سواء في القطاع الخاص أو في المؤسسات التي هي على تماس يومي مع نشاط النشر كونه النشاط الثقافي الأبرز لأية أمة من الأمم في عصرنا الحديث». أما رئيس اتحاد الناشرين العرب الدكتور محمد عبد اللطيف فرأى «أن الندوة تعالج عدة موضوعات وتتمحور على رفع الظلم الواقع على القارئ العربي، وهذا هو النصف الفارغ من الكوب، أما النصف الآخر فهو أن معارض الكتب تشهد إقبالا من قبل الجمهور العربي، وتجعل من الصعب على القارئ الحصول على الكتاب بسهولة». ولفت عبد اللطيف إلى «أنه يجب علينا أن نستعد لتقبل تحول الكتاب من شكله المعتاد إلى الشكل الإلكتروني الحديث». راعي الندوة رئيس الحكومة سعد الحريري وفي كلمته التي ألقاها النائب محمد قباني، رأى أن بيروت شهدت في في العقود الخمسة الماضية من القرن ال 20 نهضة كبيرة في حقل الطباعة والنشر، وأن جيلنا كان جيل الكتاب واستطاع أن يواجه التحدي وبقي للكتاب هذا الرونق الجميل، أما اليوم فإن التحدي يكمن في توزيع الكتاب.