شرفنا نهاية الأسبوع الفائت بحضور ملتقى النص في عامه العاشر، وهو يحتفل شعرا بشاعرين خضبا ثرى الوطن حبا ووفاء، الشاعر/ حسن القرشي «يرحمه الله» وعراف الرمال محمد الثبيتي «شافاه الله»، وكانت بالفعل جدة غير في ناديها العريق، الذي ينظم تلك الفعاليات المميزة. والملفت للنظر، أن الكل يدعي وصلا بليلى !! فمن على المنبر وفي الكواليس الكل يقول إنه مالك الامتياز الشخصي لفكرة إقامة «ملتقى للنص» والحق أن تجمعا ثقافيا راقيا حري بالكل إدعاء وصله!. ومن رغبة في الوصال إلى حب أن يحتفظ الملتقى بروعته، نتمنى على ناد عريق مثل «نادي جدة الأدبي» أن يراعي مستقبلا اختيار مشاركيه، وألا يكرر أسماء المشاركين في كل ملتقى!! وأن يمحص اختيارهم لموضوعات مشاركاتهم، فاختيار الموضوع للمشارك هو نصف نجاح البحث وتشويق الجميع لحضور الورقة، لأننا لاحظنا زهد البعض في الحضور رغم تواجدهم في الملتقى، لأن بعض موضوعاتهم مملة !!. وعند بحثي عن بدايات «ملتقى النص» هالتني المفارقة العجيبة بين تلك الأسماء التي كانت تستكتب لملتقى كانت نواته ندوة «قراءة جديدة لتراثنا النقدي» من عمالقة النقد أمثال: جابر عصفور، صلاح فضل، عبد الملك مرتاض، مصطفى ناصف، لطفي عبد البديع، عبد السلام مسدي، وبين واقع لم نر فيه شخصية نقدية كبيرة من عالمنا العربي، عندها تمنيت أن يعود الملتقى لسابق ألقه من خلال أسماء المشاركين، وأن تكون هناك لجنة محكمة لبحوثه، وأن نبتعد عن المجاملات التي طغت على ملتقياتنا الثقافية، وأن تكون الموضوعية والجدية من أهم المعايير الواجب توافرها في الأبحاث المقدمة. وعندها يبرز السؤال المقلق أين كبار نقادنا عن التواجد وإثراء الملتقى أين هم عن ملتقى بحجم «ملتقى النص» أين الدكتور عبد الله الغدامي، الدكتور سعد البازعي، الدكتور معجب الزهراني، الدكتور سعيد السريحي، لماذا كانت رموزنا الثقافية مبتعدة ولم تقدم للملتقى شيئا منذ فترة طويلة ؟. وحتى لا أبدو متحاملة على الملتقى، فإن علي أن أشير إلى أن هناك بعض الأوراق النقدية التي قدمت في الملتقى، يمكن الاعتداد بها كأبحاث شكلت إضافة نوعية للمشهد النقدي تستحق منا وقفات متأنية، على رأسها ورقة الدكتور جريدي المنصوري عن «غواية الحرف». [email protected]