أعجبني كثيراً تصريح الفريق ضاحي خلفان بن تميم، القائد العام لشرطة دبي، لبرنامج «في المرمى» الذي يقدمه المذيع المميز بتال القوس. لقد كانت تصريحاته متزنة ورزينة وبأسلوب حضاري – كعادة أبي فارس – فوضح الأمور التي كانت غائبة عن المشاهدين والمتابعين، الذين حكموا على الحادثة التي وقعت في إستاد زعبيل من خلال ما رأوه عبر الشاشة الفضية. لعل القليلين فقط هم من يعلمون بأن القائد العام لشرطة دبي، شخصية رياضية وتربوية، فقد كان رئيساً لاتحاد الألعاب القوى ورئيساً لجمعية الإمارات للسنوكر، كما أن كان عضواً فعالاً في ناديي أهلي دبي والعين، ولا يزال أبو فارس متابعاً للرياضة وكرة القدم تحديداً ويحضر مناسبات رياضية عدة إذا سمحت له ظروف عمله. ضاحي بن تميم، تربوي في المقام الأول، فهو رئيس لمجلس آباء منطقة دبي التعليمية، ورئيس جمعية الإمارات لرعاية الموهوبين، ودائماً ما اسمعه يتحدث عن شؤون التربية والتعليم وغيرها من المجالات الاجتماعية عبر إذاعة دبي صباح كل يوم عمل. ما دعاني للكتابة عن هذه الشخصية التي افتخر بها، تعاطي بعض الجهلة مع تصريحه بطريقة سخيفة، فتمسكوا بعذر نومه أثناء المباراة كأنها سبب لما حدث! ولم يعطوا أهمية لما وضحه من أمور قانونية. البعض اخذ يستفسر بسخف وسذاجة أو كما نقول في الخليج «سبهللة»...كيف ينام القائد العام لشرطة دبي أثناء مباراة الإياب ما بين الوصل الإماراتي والنصر السعودي؟ غلطان يا بن تميم...كان من المفترض أن «يقعدونك من النوم» لكي تتابع المباراة! في المقابل تعجبت من حديث حميد يوسف، مشرف فريق الوصل، قبل يوم من تصريح ابن تميم للبرنامج نفسه، لقد أعطى تبريرات من الصعب استيعابها، فعندما يخرج حميد ويقول: «يستاهل...مسوي فيها عنتر» وهو الفائز والمتأهل للمباراة النهائية، فكيف لو كان خاسراً...ماذا كان سيقول؟ هل سيدخل «عبلة» في الموضوع كما قال بتال؟ حميد افتقد للاتزان والعقلانية في حديثه، فكان من الأولى أن يهدئ النفوس بما أنه يعيش نشوة الفوز ويعتذر عن خروج فئة من الجماهير عن النص، أو كان عليه أن يعتذر عن الظهور، فدوره في نادي الوصل لا يتعدى مسؤوليته عن الفريق الأول لكرة القدم، وهو دور لا يخوله للحديث عن تصرفات الجمهور أو معالج فريق النصر السعودي. لقد أشعرني حديثه بأننا نلعب في حارة، فإذا كان المعالج «عنتر» بنظره، فلا داعي أن «يتعنتر» مشرف الوصل على الهواء مدافعاً عن تصرف قلة قليلة لا تمثل جمهور الوصل المعروف بثقله ورقية وتميزه بتشجيعه منذ القدم. هذه الحادثة وغيرها من قضايانا المختلفة تفتح باب التساؤل، لماذا لا نعرف أن نحل قضايانا بأسلوب راق بعيداً عن «العنترة» و «السبهللة»؟ [email protected]