الصورة الذهنية المتشكلة عن المحامين أنهم قوم لا يقيمون للعواطف وزنا وأن وقتهم من ذهب وكلماتهم من ألماس!، وأن الدردشة معهم «بفلوس!» والحساب بالساعة، والساعة بالشيء الفلاني والقضية الواحدة بالشيء العلاني؟!، وأنهم لا ينظرون إلى أحوال من يقصدهم وإن حصل ذلك فمن النادر الذي لا حكم له أو عليه، وإنما ينظرون إلى حجم القضية ومتطلباتها وما تحتاجه من جهد وما تكلف من أتعاب!، وبلغني أن أحد المحامين لا يسمح للزبون بالدخول عليه إلا بعد «طرحه» خمسمائة ريال يسلمها لسكرتير المكتب قبل أن يبدأ السلام والكلام!، وأنه لما سئل عن ذلك دافع عن نفسه وقومه بقوله: إن بضاعتنا هي الكلام، فإذا سمحنا للزبائن بالدخول علينا مجانا والدردشة وطلب المشورة والحصول على الرأي والنصيحة ثم الانصراف فكيف سنعيش؟ ومن أين سندفع إيجار المكتب وأجور العاملين فيه ورسوم الخدمات؟ هذه الصورة الذهنية العامة التي قد لا تشمل كل محامٍ أو مستشار، أراد المحامي الدكتور زاهد بن ذاكر عضو مؤسسة كافل الخيرية بمكةالمكرمة، وهي مؤسسة عظيمة هدفها رعاية الأيتام والأرامل، أراد هذا المحامي الطيب إعادة ترتيبها في الأذهان، فأعلن عن استعداده التام للمرافعة عن الأيتام والأرامل بلا مقابل تطوعا لوجه الله تعالى، بل إنه أعلن عن رقم مجاني يمكن لهذه الفئة من المجتمع الاتصال به عن طريقه لتقديم الخدمة لهم، وقد تصدى الدكتور «زاهد» وله من اسمه نصيب لهذه المهمة الشاقة وهو يعلم أن قضايا الأيتام والأرامل تحتاج إلى جهد أكبر لتوفير المستندات والأوراق الثبوتية التي يمكن له بها المرافعة والمدافعة عن حقوقهم، وأنه سوف يصرف وقتا طويلا في مقارعة خصومهم الذين قد يأكلون أموال اليتامى ظلما، أو أنهم يضيعونها بإهمالها وعدم رعايتها، ويؤكد من أبلغني بهذه المعلومات عن نشاط الدكتور زاهد في هذا المجال الخيري أنه استطاع الحصول على حق ضائع لأحد الأيتام يزيد على مليون ريال دون أن يأخذ من المبلغ قرشا واحدا كأتعاب محاماة، وأن مكتبه في كل من مكةالمكرمة والرياض قد تحولا إلى خلية نحل لبحث قضايا أرامل وأيتام طلبوا مساعدته في استحصال حقوقهم والمرافعة والمدافعة عنهم أمام المحاكم وجهات الاختصاص، وقد قرأت لهذا المحامي الطيب تصريحا صحافيا يدعو فيه زملاءه المحامين لتخصيص جزء من وقتهم وجهدهم لخدمة الضعفاء من الناس بلا مقابل أو بأجر رمزي، مذكرا الجميع بالقول المأثور «إنما ترحمون وترزقون بضعفائكم»، وإنني إذ أكتب هذه الكلمات عن رجل لا أعرفه ولم أقابله قط فإن الهدف مما كتب هو دعم كل عمل خيري يراد منه خدمة المجتمع.. والله الموفق. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة