حذر المفكر الإسلامي الدكتور محمد عبده يماني العموم من إلقاء أحكام التكفير وتوزيعه على الناس دون بينة أو دليل شرعي من العلماء الربانيين، مبينا أن في ذلك فسادا للأمم وخرابا للديار وتفريقا لشمل الأمة المسلمة. وأوضح أن الدول العربية المجاورة عانت كثيرا من استفحال هذه الظاهرة حتى صار بعضهم يكفر بعضا ويستبيحون دماء إخوتهم، مشيرا إلى أن التصدي لهذه الظاهرة مسؤولية علماء الشريعة ورجال الفكر. وطالب الدكتور يماني بضرورة ترسيخ خطورة التكفير عبر محاضن التربية والتعليم ومن خلال منابر المساجد، داعيا الخطباء إلى تفعيل أدوارهم في بناء عقول الشباب لما ينفعهم في دينهم ودنياهم وتحذيرهم من سلوك سبل الغواية. وشدد المفكر الإسلامي على دور المرأة في بناء المجتمع ورقيه نحو العالم الأول، مشيرا إلى أن العصر الحالي اختلف عن الماضي كثيرا، لكنه استغرب صدور الخطابات التي فيها عداء وكأنها عدو للأمة وكأن أي امرأة ستتجه للفسوق قبل أن تتجه للإيمان. وأشار إلى أن المستجدات تفرض علينا أن نعيد النظر في حياتنا، ونحن اليوم نقود نهضة لا ينبغي أن نعطل فيها نصف الأمة، مؤكدا أن الاعتدال هو الطريق الصحيح للخروج من هذه الأزمة إلى الوسطية التي علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر ربه عز وجل، داعيا إلى أن تجديد خطاب الإلقاء والتلقي عن طريق حوار يتسم باحترام الطرف الآخر والتحدث إليه بلغة تصل إلى عقله وقلبه وأن نسعى لاحتضان شباب الأمة حتى لا يتفلتوا من بين أيدينا. ودعا الشباب في الوقت نفسه إلى القرب من العلماء وعدم إحداث الفجوة حتى يحصل الخير والنفع ويتحقق التقارب الذي يكون به تسوية صف الأمة وحمايتها من الاختراق • شاع في الفترة الأخيرة خروج كثير من الشباب وانضمامهم لطريق التشدد، كيف تشخصون هذه المشكلة وما هي آثارها المستقبلية؟ في الواقع أن هذه الظاهرة أصبحت تقلقنا جميعا، لأنها أحدثت نوعا من التصادم والنفور بين الناشئة والشباب من ناحية وعلماء الأمة من ناحية أخرى، وفي ذات الوقت أثارت فتنا استفاد منها أعداء الإسلام الذين صوروا الإسلام على أنه مجموعة من المتعاركين في المساجد وأصبحت هناك جرأة على التكفير وتسرع. هذا الأمر من أخطر الأمور التي يقدم عليها هؤلاء الناس مع أن التكفير يخرجنا من دائرة الحوار الإسلامي الذي يرفض التكفير. لهذا فإننا عندما نبدأ بقذف الناس بالتكفير فإن هذه جرأة عظيمة ومخالفة لأمره صلى الله عليه وسلم الذي نبهنا إلى أن من قال لأخيه يا كافر فقد باء به أحدهما. إذن فالتكفير ظاهرة جديدة مؤثرة سلبيا في مجتمعنا ومقلقة لأنها تفكك المجتمع ولا تأتي في إطار الدعوة النبوية التي علمها الله سبحانه وتعالى لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم عندما علمه طريقة الحوار ليس فقط بين المسلمين وإنما بينهم وبين غيرهم من أتباع الأديان الأخرى. عندما قال له عز وجل «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن». موجة التكفير نفرت الشباب من بين أيدينا وأفقدتهم الثقة في من ينتسبون إلى العلم والعلماء وظنوا أن هذا رأي العلماء الذين يعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من موجة التكفير وتكفير بعضنا البعض. من النواحي الخطيرة أيضا أن البعض اتجه إلى اتهام الآخر بالفسق والفجور، ونرى أن الجرأة في استخدام عبارات الديوث وغيرها من الأمور التي فيها تهم للآخرين ينبغي ألا نتسرع في إلقائها وأن نعلم عظيم خطورتها. كما أن مرحلة الظن مرحلة خطيرة ولكن الأخطر منها هي مرحلة الحكم وإخراج أحد من الدين الإسلامي بعد أن شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ولم يصدر منه ما يدعو إلى تكفيره وإذا كانت هناك أخطاء أو تجاوزات فإن ذلك لا يخرجه من الدين وإنما نتناقش معه ونخطئه. الناحية الأساسية الأخرى هي أن الإنسان إذا رأى في أخيه المسلم تجاوزات دفعته لأن يظن أنها خطيئة تقربه من التكفير ولو كانت هناك احتمال ولو بنسبة 10 في المائة أنه ليس بكافر فإن تكفيره لا يجوز. علماء الأمة أجمعوا على عدم جواز تكفير مسلم لمجرد الظن أو لأنه ارتكب خطيئة تقربه من التكفير ما لم يثبت، لأن تكفير المسلم قضية خطيرة وهذا ما يقلقنا لأن الشباب بدأوا يتخوفون من العلماء ومن بعض المنتسبين إلى العلم وهم ليسوا بعلماء وبدأت تحدث مشادات واشتباكات في المساجد. بهذه التصرفات فإننا نصور الأمة الإسلامية أمام العالم بصورة لا تليق، بينما نحن في الحقيقة أمة الاعتدال والوسط حتى في الأمور العامة فكيف بأمور الدعوة. «وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا»، وكيف بصفوتنا من العلماء ألا يربون أولادهم والمنتسبين إليهم بالخلق الدعوي «بالحكمة والموعظة الحسنة» ولنأخذ من رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف دعا لأنه القدوة والأسوة وهو يعلمنا عز وجل هذا السلوك في القرآن الكريم. ثق تماما أن هذا يخرجنا من دوائر كثيرة وفتن بدأت تفرق الناس وتعطل الأمة وتفقد هؤلاء الناس في هذه المصادر العلمية الكبيرة. تجسير الفجوة • هناك فجوة ملاحظة بين العلماء والشباب فكيف نسد هذه الفجوة حتى لا يأتي من يستغلها لأهداف ضارة؟ أعتقد أن أفضل الأمور هي أن نلجأ إلى أسلوب الدعوة الذي بدأه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن يتقرب العلماء إلى الشباب ويقوموا باحتوائهم ولا ينفروهم ولا يتجهوا إلى العنف، ويبتعدوا عن الغلظة والقسوة والتسرع في إصدار التهم. هناك صفوة من علمائنا يتحدثون إلى العامة والشباب بصورة تريحهم وتدفعهم للالتفاف حولهم. ولكن على علماء الأمة وعلى المتصلين بالشباب في المدارس من أساتذة التربية والثقافة الإسلامية أن يعلموا أن عليهم واجب تقريب الشباب إلى هذا الدين الحنيف وألا تكون هناك فجوة بينهم وبين الشباب. وجود الأخطاء • البعض يتحجج بوجود الأخطاء وضرورة إصلاحها، هل هذا مبرر للعنف؟ نعم هناك أخطاء علينا أن نصححها ولكن ليس علينا أن نحمل الأمور أكثر مما تطيق ولماذا نلجأ إلى التكفير لمجرد الاختلاف؟ هي أخطاء لا تخرج الناس من الإسلام. من هنا تأتي القدرة على تنظيم أنفسنا لأن الظاهرة خطيرة وتضربنا في العمق وتضر بنا ضررا كبيرا، ونحن والله بهذه الأشياء نفعل ما لا يرضاه الله تعالى ولا يرضاه نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم. كثير من أعداء الإسلام كما ذكرت استغلوا الأحداث غير العقلانية والأقوال التي تفوه بها من انتسبوا إلى العلم وشوهوا بها صورة الإسلام، وبالتالي أخفوا قيم الإسلام السامية لأن الذين يتسرعون في الفتوى أعطوهم الفرصة بكل أسف لأن كل داعية يقول ما يشاء وكيف يشاء. تجارب الدول • هناك دول مجاورة عانت الويلات من هذه الظاهرة الخطيرة ألا يجدر بنا أن نستفيد مما حصل لها ونسارع في حل المشكلة في أسرع وقت حتى لا نصل إلى ماوصلوا إليه؟ للأسف حدثت في بعض البلاد الإسلامية اضطرابات كثيرة بدأت بخلافات فقهية ثم انتقلت إلى التعصب والتزمت، ثم إلى مرحلة العنف ومزقت الأمة واضطرت الحكومات لأن تضرب هذه الجماعات التي تقول إنها إسلامية والبعض يقول إنها جماعات سياسية ولكنها حملت لواء التكفير وإخراج الناس من دينهم. نعم حدثت في بعض الدول العربية والإسلامية من حولنا تشنجات وتزمت وهذا التزمت قاد إلى أنواع من الغلو قهرت الأمة نفسها وضيعت عليها ثرواتها وأثرت في تنميتها بسبب انفعالات لا تمت إلى الدين بصلة لأنه يدعو إلى الحكمة والموعظة الحسنة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع عدم تتبع عورات الناس وعدم كشفها. من تتبع عورة مسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته فضحه. عند ممارسة شعيرة الأمر بالمعروف ينبغي أن نضع في أنفسنا أننا نريد أن نرد الناس إلى الطريق الإسلامي من جديد وأن نصحح بعض الأخطاء، لا أن نعنف الناس وننفرهم. بعد ذلك إذا رأى المواطن من يعملون في الأمر بالمعروف فإنه حتما سيفرح برؤيتهم لأنه اعتاد على أن يسمع منهم كلاما عطرا. هذا سيقربنا إلى الناس كما كان يفعل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان عليه الصلاة والسلام يقرب الناس إليه. وأنا أعتقد أن فتنة التكفير مزقت جسد الأمة. من الخطورة بمكان أن تشعر فئة بعينها من الناس أنها أحق بالدين من غيرها وأن لها أن تقول فيه ما تقول ورأي غيرها غير معتبر. هذه من الظواهر التي ينبغي أن نحاربها وليس هناك أحد أحق بالحديث في الدين من علماء الأمة الذين يستقون حديثهم منه صلى الله عليه وسلم. ضبط الفتاوى • ماذا عن الفتاوى التي أصبحت سيلا يصعب إيقافه، ما هي الجهة المسؤولة عن ضبط هذه الفتاوى لتقف عند حدها؟ أتمنى من سماحة المفتي وهيئة كبار العلماء أن يدرسوا كثرة الفتاوى التي تتضمن جرأة في استخدام عبارات لا يقرها الإسلام. كما أعتقد أن من واجب إدارات الإفتاء والإرشاد وهيئة كبار العلماء أن يدركوا أن الوقت لم يعد يسمح بترك هؤلاء كل يفتي كما شاء ويتهم الناس لأنهم ينسون أن هذا ينسب إلى الإسلام وأنه رأي علماء الأمة في المملكة. كذلك أحمل الإعلام مسؤولية عظيمة أمام الله لأن الإعلام متمثلا في الإذاعة والتلفزيون والصحف لها دور كبير. أصبح لكل محطة إذاعية مجموعة من المفتين الخاصين بها، والإنسان سواء كان طفلا أو شابا يسمع أحد المفتين يقول كلاما ويأتي مفت آخر ليقول بما يخالفه. بهذا أحدثنا قلقا عند الشباب لتعدد المنابر الإعلامية واستغلال بعض هؤلاء للفضائيات لمجرد الظهور. عليهم أن يتقوا الله لأن الفتوى أمانة وليست أمرا سهلا. جهات العلم والعلماء لا بد أن تدرك خطورة الأمر الذي يتمثل في تمزيقه للأمة وإبعاده للشباب وإقلاقه لهم. الشباب يتعرض لسيل من الفتاوى تسبب له الاضطراب. لذلك إذا رجعنا لمنهجنا نجد أن علماءنا كان لديهم أدب عظيم وحرص في إسلوب الدعوة. فالأدب يسبق الغلظة. هؤلاء كانوا صفوة. نلاحظ نقطة مهمة هي أن كلمة التكفير لم تثبت عن رسولنا صلى الله عليه وسلم بل نهى عنها وحذر منها، كما لم تثبت عن الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم ولم تثبت عن التابعين ولا فقهاء الأمة. العلماء الوسطيون • لو تحدثنا عن دور العلماء في إتاحة الفرصة للعلماء الوسطيين للظهور ونشر الفكر الوسطي لإغلاق الطريق أمام هؤلاء المدعين للعلم الشرعي؟ أوافقك الرأي وأشعر أنه يجب إتاحة الفرصة لهؤلاء الرجال الذين عرفوا بالوسطية والفقه وأن نعطيهم الفرصة للحديث وأن نحول بين تلك الفئة التي لا علم لها ونمنع جرأتها على تشتيت الناس ونضع منهجا للدعوة نستطيع من خلاله أن نصل إلى عقول الناس وقلوبهم ونصل إليهم عن طريق رجال يتكلمون إليهم بلغة يفهمونها وفيها من الرحمة والعطف ما يقرب هذا الدين إليهم. • هل للشباب دور في خدمة قضايا الأمة الإسلامية؟ أتمنى من الشباب ألا ينخدع بأي شكل من الأشكال بالانفعالات التي تحدث وأن يتقي الله في نفسه فلا ينجرف خلف كل من يقول برأي أو فتوى عارضة وأن يحسن اختيار العالم والفقيه الذي يستمع إليه. هذه الأمور مهمة لأن الشباب إذا أدرك مسوؤليته وهي صعبة ولكن أدعو الله أن يوفق الشباب لأن ينظروا لمن يحدثهم والشباب عليهم أن يتأكدوا ممن يستمعون إليهم وأن يتشربوا مناهل العلم الصافية. مؤسسات التعليم • ما هو الدور المناط بمؤسسات التربية والتعليم في هذا الصدد؟ في مناهجنا التعليمية لا ينبغي أن نكتفي بالنصوص وعلى من يضع المناهج أن يضع في اعتباره التغيرات التي تحيط بالأمة ونحن في أتون ثورة اتصالات وثورة إعلام والشاب يتفرج على آلاف الفضائيات لذلك ينبغي أن نتنبه لذلك. في السابق كنا نتحدث لطالب لا يستطيع أن يتعامل إلا مع أسرته والآن يتعامل مع العالم كله من غرفته. لذلك لا بد أن يتفق المنهج مع هذه التحديات الجديدة وأن يعينه الأستاذ على استيعابها وأن يحببه إلى الإسلام ويشرح له أن الله تعالى كتب على نفسه الرحمة وأنه يبسط يده بالرحمة بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسطها بالنهار ليتوب مسيء الليل. وأنه قد يدخل الجنة بصدقة أو بظلم يدفعه عن أخيه. كلما توسع المنهج واحتوى على التغيرات الحديثة كلما نشأ الطالب وهو أكثر قدرة للتعامل مع الآخر. وأكثر صلابة بحيث لا يستمع لكل مرتجل أو متسرع. المنهج مهم في كل المراحل الدراسية. منابر المساجد • ما هو الدور المطلوب من منابر المساجد؟ هذا سؤال مهم؛ لأننا في بعض المساجد نجد الإمام يلجأ إلى أسلوب فيه العنف والشدة مما ينفر بعض الشباب نتيجة لأسلوب الغلظة التي يتبعها وسوء اختياره لقضايا لا تمس حياة الشباب ولا تلامس واقعهم، وفي الوقت نفسه لا يفهم هؤلاء الناس ويتحدث بخطب بأسلوب لا يدخل إلى قلوب الناس. الخطبة ينبغي أن تكون على حسب النهج النبوي من حيث الاختصار والتركيز على الهدف الأساسي. أما أن نصعد على المنابر ونخبر الأولاد بأنهم ذاهبون إلى جهنم لا محالة وأن من حلق لحيته سيدخل النار وكذلك من أطال ثوبه، هذا يؤدي إلى تنفير الشباب. هذه أخطاء ينبغي تصحيحها وسنن يجب أن نتبعها ولكن لا ينبغي أن نبعد بها الشباب عن المساجد وحلقات العلم. حلقات المساجد لا ينبغي أن تكون للحفظ فقط بل تكون كذلك للتثقيف بأسلوب يصل إلى قلوب الناس وعقولهم. دور المرأة • وماذا عن دور المرأة في التوعية ومشاركة المجتمع؟ الكثير من الناس أصبح يتحدث عن المرأة وكأنها إنسان غريب نخشى على مجتمعنا وتنميتنا منه مع أن الإسلام أعطاها ما لم يعطها أي قانون آخر ولكنا نحن الذين لا نحسن التطبيق. نقول فرقوا بين وضع المرأة في سنوات سابقة وبين وضعها اليوم في عصر حديث اختلطت فيه كثير من الأمور والمستجدات ونحن جزء من هذا العالم سواء رضينا أو لم نرض وجدت أمور فرضت على المرأة أن تعمل لتكسب رزقها بعرق جبينها وتستطيع أن تسير في المنهج المرسوم لها وأن تلتزم بكل مبادئ الإسلام. لكن ماذا تقول إذا رأت في خطابنا عداء وكأنها عدو للأمة وكأن أي امرأة ستتجه للفسوق قبل أن تتجه للإيمان. بهذا ننفرها منا. قربوا هؤلاء النساء إلى المنهج الإسلامي الحنيف بالصورة التي تجعلها تثق فينا، أعطوها ما أعطاها الله، وعاملوها كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وضعوا في اعتباركم التغييرات التي تحدث في العالم من حولنا ونحن جزء من هذا العالم. وفي الختام أكرر.. أعطوهن ما أعطاهن الله وما أمر به رسوله الذي لا ينطق عن الهوى والذي جعلهن شقائق بمعنى أن لهن حقوقا مثلما أن عليهم واجبات. هناك مستجدات تفرض علينا أن نعيد النظر في حياتنا ونحن اليوم نقود نهضة لا ينبغي أن نعطل فيها نصف الأمة ولكن نتعامل معها بصورة تجعلها تعمل وتكسب رزقها في إطار الشرع الحنيف الذي أُمرنا بالالتزام به وبذلك نحقق النهضة التي نرجوها. الخروج من الأزمة • وكيف نستطيع الخروج من هذه الأزمة؟ الحقيقة أن الاعتدال هو الطريق الصحيح للخروج من هذه الأزمة الى الوسطية التي علمنا اياها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر ربه عز وجل، وان نجدد خطابا في الالقاء والتلقي عن طريق حوار يتسم باحترام الطرف الآخر والتحدث اليه بلغة تصل الى عقله وقلبه وان نسعى لاحتضان شباب الأمة حتى لا يتفلتوا من بين ايدينا، وان نأخذ في الاعتبار الظروف التي اصبحنا نمر بها والمتغيرات التي تفرض علينا تحولا مطلوبا في اساليب حياتنا وأن يكون مرد كل ذلك منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم.