يكفي هراء يا حواء ويكفي إلقاء اللوم على هذا الرجل المسكين نعم هذا الرجل المسكين، ويكفيك لوما وتقريعا له وإسقاط الأخطاء عليه، يكفي بابنة جنسي نعم يكفي فأنت السبب لكل ما يحصل وما حصل من تصرفات آدم. فقد سمعنا غضب الشارع، ورأينا ردة فعل الرجل الملتقطة من خلال الكاميرا، وسمعنا ثورة المرأة عندما شاهدت ما حصل لبنات جنسها، والغضب العارم الذي اعتراها مما حدث، وكل ذلك بسبب ما حدث لطالبات الجامعة في مدينة الرياض من قبل بعض الشبان الذين حاولوا عبثا ربما اختطاف البنات اللاتي داخل الحافلة وكل ذلك في وضح النهار المشهد ربما يكون أشبه بلعبة مطاردة في أحد أشرطة البلاي ستيشن تدعو للتهكم والسخرية. ماذا يريد هؤلاء الشباب بفعلتهم تلك؟ هل يريدون السخرية أم الاستمتاع برؤية الهلع على هؤلاء النسوة أم لفت الانتباه، ربما أحدهم قد شعر بالسأم والضجر فأراد محاكاة إحدى تلك الألعاب فالمعنى في بطن هؤلاء الشباب. ومع كل ذلك أنت السبب نعم أنت السبب واليوم أنا وأنت نعض أصابع الندم. أليس هذا يا أماه من لقنته درسا في الحياة بأن الرجل لا يعاب، وألا شيء يضره أو يمسه فهو الرجل وخطؤه مغفور مسموح تلقى هذا الدرس، وأخذ يطبقه في الحياة، ولا يكترث ولا يبالي، فهو يعلم أنّ المجتمع سوف يفغر له. فعندما يخرج هذا المسكين يفعل ما بدا له، ويؤذي المحصنات بغير وجه حق ويتجاهل بأنه لا يرضى ذلك لأخته أو إحدى محارمه، بل ربما وصلت به الوقاحة إذا سألته: هل ترضاه لأختك لقال: نعم بدون مبالاة، وهو في قرارة نفسه لا يرضاه لأخته بل يخاف عليها من نظرات القطط قبل البشر سبحان الله لا ترضاه لأختك وترضاه لبنات المسلمين فأي تناقض لديك في قيمك الإيمانية. إذا حواء أنت السبب ولا تغضبي مني إذا أشرت إليك بأصابع الاتهام فأنت المسؤولة، وأنت من لقنته تلك العبارة التي أكل وشرب عليها الدهر فما رأيك لو بدلتها بهذه «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» وما رأيك إذا غرست داخله أنه يعاب إذا جاء بما يخالف دينه، وأنّ بنات المسلمين أخوات له في الدين، وما يضرهن يضر أخته وجميع محارمه. يا بنات جنسي دعوة من القلب صادقة لكن تريثن عندما تشتمن الرجل، تريثن عندما تسخطن عليه، فنحن إنما نسخط ونشتم أنفسنا ألسنا نحن من نربي الرجال؟ ألسنا نحن من نصنعهم؟ أليس نحن من نغرس فيهم المبادئ والقيم؟ إذا لنغرس القيم الصحيحة ولنحب للآخر ما نحبه لأنفسنا حتى نحيا بسلام. فالمرأة قوية وتستطيع أن تفعل ذلك، فعلى مر التاريخ استطاعت أن تبني دولا وأن تسقط أخرى، فكيف لا تستطيع أن تصنع رجلا يتباهى به التاريخ، تستطيع فهذا سهل على صانعة التاريخ. هدى عمر باشديلة