توغلت بصعوبة آليات وعربات قوات الدفاع المدني إلى عمق حي غليل الشعبي لإنقاذ امرأة وأطفالها الثلاثة من حريق مفاجئ اندلع في منزلهم فجر أمس. وذكر شهود عيان أن كوادر الإطفاء استطاعت الوصول إلى البناية المشتعلة في شارع جانبي مفرط في الضيق ونجحت في إجلاء السيدة وثلاثة أطفال، فيما قضى الرابع متأثرا بغازات سامة نتجت عن الدخان الأسود. كما نجح المنقذون في إجلاء امرأة آسيوية تقطن في سكن ملحق بالبناية المشتعلة. وكان أحد العابرين في زقاق الحي الشعبي فوجئ فجرا بدخان يتصاعد من مبنى مكون من طابقين فسارع إلى مهاتفة غرفة عمليات الدفاع المدني، فتحركت في الحال أربع فرق إطفاء وخامسة للإنقاذ، إلى جانب تعزيز من رافعة أتوماتيكية، ولم يضيع الإطفائيون وقتا قبل إجلاء الأم وثلاثة من أطفالها وامرأة آسيوية تقطن في السكن الملحق، أصيبوا كلهم بحالات اختناق وحروق متفاوتة. وأبلغ المتحدث في قوات الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة النقيب عبد الله العمري، أن الحريق شب في غرفة محدودة المساحة، لكن الأدخنة الكثيفة والغازات السامة ملأت المكان ما أدى إلى رحيل طفلة في الخامسة اختناقا، فيما نجا الباقون. ولم يحدد المحققون حتى لحظة إعداد الخبر أسباب الحريق، في الوقت الذي حذر فيه مدير الدفاع المدني في جدة العميد عبد الله الجداوي من مصادر الخطر داخل البيوت، مطالبا بضرورة الإبقاء على الصغار والأطفال في مواقع آمنة. يشار إلى أن فرق إطفاء الدفاع المدني واجهت مصاعب في التوغل إلى أزقة الحي الشعبي المزدحم، لكنها تغلبت على ذلك بالخبرة والمهارة، ومنعت في ذات الوقت انتقال النيران إلى المنازل المجاورة. باشر الحادث ميدانيا مدير شعبة العمليات العقيد عبد الله الجعيد، وتولى التحري الميداني رئيس قسم التحقيق المقدم عبد الله الزهراني وعضوية الملازم أول أحمد الغامدي.