اهتمام جامعة جازان بالتعليم الطبي الاحترافي، وتنظيمها مؤتمرا عالميا في هذا التخصص الجديد على كليات الطب وبمشاركة أكثر من 13رائدا ومؤسسا للتعليم الطبي في العالم، يظهر مدى وعي وإدراك قيادة هذه الجامعة الناشئة التي لم يتجاوز عمرها الثماني سنوات. ورغم قصر عمر كلية الطب في جامعة جازان، إلا أنها استطاعت أن تحقق من المنجزات ما لم يتحقق لغيرها من كليات الطب في المملكة. فهي الكلية السعودية الأولى التي حصلت على شهادة الآيزو العالمية لجميع أقسامها ووحداتها، وهي أول كلية طب في السعودية تدرب طلابها كل صيف في المستشفيات الأمريكية، من خلال اتفاقية تعاون مع جامعة إلينوي في شيكاغو، وتستخدم أفضل الأساليب والتقنيات التدريسية الحديثة (كالمنهج المتكامل المعتمد على أجهزة الجسم والموجه للمجتمع). مؤتمر مرموق كهذا، من المؤكد أن توصياته سوف تصب في تطوير التعليم والممارسات الصحية كالمناهج وطرق التدريس والقياس والتقييم والرقابة وإدارة الجودة. فالتعليم في كليات الطب كغيره من أفرع التعليم، يحتاج إلى وقفة ومراجعة للطرق والمنهجية التي استمرت سنوات طويلة دون تحديث، والحاجة ملحة لإيجاد أقسام في كليات الطب مهمتها التخطيط والإشراف على تنفيذ الخطط والاستراتيجيات التعليمية وتنفيذها، مع ضمان جودة طرق وسائل التدريس وصياغتها بمهنية عالية وبتنسيق كبير بين جميع أقسام علوم الطب الأساسية والسريرية. والكليات الطبية المكابرة التي لم تبدأ إلى الآن في إنشاء أقسام تعليم طبي، أو على الأقل وحدة متخصصة في هذا المجال، سوف تؤكد تأخرها ومخرجاتها من الممارسين الصحيين عن الركب، وسوف يتحمل من يديرها أسباب عجزها في مواجهة التطور الذي لا ينتظر أحدا. [email protected]