يعشق سعود خان الحرف العربي وخطوطه الجمالية ويحرص على تعليمه للجميع وبعثه وتعزيز مكانته في قلوب الناشئة والكبار دون استثناء ودون أي مقابل، فقط لشدة غرامه بجمال الحروف العربية التي يتحدث عنها بالساعات دون توقف، وذلك لعلمه ويقينه بعظمة هذا الحرف الذي رسم كتاب الله عز وجل. ويستقبل الراغبين في تعلم الخط وتحسين خطوطهم من كل الفئات العمرية رجالا ونساء بالمجان بل ويقدم لهم أدوات الكتابة والأوراق دون مقابل. تعلم أصول الخط العربي على أيدي شيوخ وعلماء منهم الشيخ إبراهيم العرافي رئيس خطاطي أثواب الكعبة المشرفة في الحرم المكي الشريف، كما درس على يد الخطاط الخضر البورسعيدي في مصر، وشارك بفنه بعد عودته إلى المملكة في بيت التشكيليين المقام في مركز الجمجوم سابقا، ثم انتقل إلى مركز تسامي تحت مظلة جمعية الثقافة والفنون في جدة لتعليم فن الرسم والخط للراغبين. ويستخدم في تخطيط لوحاته أنواعا متعددة من الألوان والقصبات وهي القصبة التي يستعملها الخطاط كالفرشاة، كما يعتمد على وسائل ومواد كثيرة لإنتاج ما يشاء من المخطوطات وبالطريقة التي يريدها، منها الطريف والغريب إضافة إلى الموجود في المكتبات والأماكن المتخصصة في الفنون وغير المتخصصة كذلك، وأحيانا يستخدم طلاء «حصى الجوز» الذي يستخدم لطلي الأبواب في المنازل من محال بيع مواد البناء، والماء المقطر من ورش تغيير زيوت السيارات. ويؤكد أن للماء المقطر فوائد جمة وهو أفضل من الماء العادي في عدم تكتل اللون وتثبيته لاستخراج الألوان الأصلية والمركبة مثل الأحمر والتراكواز والبنفسجي، ويستخدمه كذلك في «تقهير الورق» أي تغيير خلفية الورقة وعمل خلفية لها بأشكال مختلفة. يقول «مشكلة بعض الألوان أنها طيارة متبخرة ومن الممكن أن تجد اللوحة في اليوم التالي فارغة من الكلمات بعد كتابتها إن لم نجد الوسيلة للتحايل عليها، لذلك أستخدم مادة الصمغ العربي المعروفة لسحقها ومزجها مع الألوان الهاربة لتعود». كما يستخدم للكتابة مواد التنظيف التي قد توجد في كل بيت كمادة النيلة المستخدمة لغسيل الملابس وتلوينها ومادة الكلوركس لمسح اللون عن طريق رسم الحرف، ويستعمل كذلك ورق الكوشيه اللميع وميزته أنه أملس ويساعد على مرونة حركة القصب. وتعليم الخط لا يشترط سنا معينة ويمكن لأي شخص أن يتعلمه متى أراد، وحول ذلك يقول خان «لا يرتبط تعليم الخط بسن معينة، فقط يحتاج إلى إرادة ورغبة صادقة وصبر وموهبة كذلك، وحتى إن لم تكن الموهبة موجودة يمكن للشخص أن يتعلم ويحسن خطه، كما يأتي إلينا الكثير ممن يريدون تحسين خطوطهم، ومما يثلج الصدر إقبال الراغبين في تعلم الخط من كافة الفئات العمرية بشكل كبير في ظل العولمة وعصر التقنية الذي نعيشه، فنجد الآن صحوة ثقافية شديدة لتعميق الأصالة واقتناء أصول العلم والدين».