أصبح بإمكان 70 طالب ابتدائية وأكثر أن يتدخلوا لإصلاح الأعطال المنزلية في الكهرباء والنجارة وكذلك إصلاح أجهزة الكمبيوتر والجوالات، وذلك بعد أن خضعوا لدورة تدريبية في هذه المجالات في مدرستهم، إذ نجحت مدرسة عمار بن ياسر الابتدائية في الطائف في تطبيق مشروع «تنمية حب ومهارات العمل اليدوي» وغرسه في نفوس الطلاب، ويتعلم من خلاله الطلاب مبادئ أساسية في بعض المهن اليدوية. ودشنت إدارة المدرسة المشروع بشكل رسمي قبل أيام، في حضور مدير مكتب التربية والتعليم في الشرق عبد الرحمن الصخيري، مساعده فهاد الذويبي، مدير المعهد المهني في الطائف إبراهيم السفياني، مدير إدارة التطوير والتخطيط التربوي في تعليم الطائف أحمد الزهراني، وعدد من المشرفين التربويين ومنسوبي المدرسة. وقال ل«عكاظ» صاحب فكرة المشروع المعلم مسفر الحارثي إن البداية كانت من المرحلة الابتدائية لمعرفه التوجهات لدى الطلاب، ورغم أنها مرحله أولية لكنها ستكون سببا في تنمية التوجه إلى العمل المهني. وأضاف: فكرت في استغلال وقت الفسحة في اليوم الدراسي بحيث نقوم بعمل ورش بسيطة وغرف للكهرباء والنجارة والميكانيكا وغيرها من الحرف، ويكون ذلك باستغلال وقت الفسحة المقدر ب 30 دقيقة، تضاف إليه عشر دقائق من الحصة التي قبلها ومثلها من الحصة التي تعقبها، لتصبح مدة الحصة 50 دقيقة يوميا، وفي يوم الثلاثاء الذي تفعل فيه حصة النشاط الطلابي تكون 95 دقيقة. ويتدرب الطلاب -والحديث للحارثي- على أيدي طلاب المرحلة المتقدمة في كليات التقنية وطلاب المعهد المهني، بوجود مشرف معتمد من المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني لكل مدرسة، مع توفير الأدوات والأجهزة الأولية، ويمكن تطويرها بتقدم المرحلة الدراسية حتى المرحلة الثانوية. ويأتي الدعم المالي من المؤسسة العامة للتعليم الفني ووزارة التربية والتعليم وبعض المصانع والشركات التي سوف تستفيد من المتدربين بعد التخرج، ويمكن إدراج التخصصات التي يحتاجها سوق العمل تدريجيا. وأبدى صاحب المشروع سعادته لتفاعل الطلاب السريع مع المشروع، وإتقانهم لعدد من المهارات المهنية، لكنه لا يخفي وجود بعض العوائق للمشروع، ولعل أهمها الدعم المادي، قلة عدد المدربين، ضيق وقت التدريب، نقص الإمكانيات والتجهيزات، وعدم موافقة بعض أولياء الأمور على اشتراك أبنائهم في المشروع. من جهته، أثنى مدير عام التربية والتعليم للبنين في الطائف محمد أبو راس على المشروع، وقال إنه في بدايته وعند نموه واكتماله سوف يساهم في تحقيق الاكتفاء من اليد العاملة الوطنية، نماء الصناعات الوطنية، الاحتفاظ بما تحوله اليد العاملة الوافدة ليكون لأبناء الوطن، تنمية حب ومهارات العمل اليدوي وغرسه في نفوس الطلاب، إضافة إلى كسر الحاجز النفسي لدى المجتمع لقبول العمل اليدوي. وحول إمكانية تعميمه على كافة مدارس المحافظة قال أبو راس: تم تكوين لجنة من البحوث والمشروعات التربوية، العلاقات العامة والإعلام التربوي، الجودة الشاملة، إدارة تقنية المعلومات، النشاط، الإرشاد الطلابي، ومكتب التربية في الشرق، وذلك لزيارة المدرسة والاطلاع على المشروع ولقاء القائمين عليه لدرس إمكانية استفادة المدارس الأخرى منه.