ولاء ذات الأعوام التي لم تتجاوز السبعة لم يكن لها غير يدين طفلتين، انشغلت واحدة بحمل حقيبة المدرسة وأمسكت الأخرى بالعباءة التي كانت تتعثر فيها، وحين كانت تهم بالنزول من حافلة المدرسة انفلت طرف العباءة من يدها وعلق بباب الحافلة، السائق الذي كان منشغلا بتوزيع الطالبات المحشورات في علبة الساردين لم يلحظ ذلك، وحين تحركت الحافلة انتهت ولاء بحقيبة مدرستها وأعوامها السبعة وطفولتها البريئة إلى خليط من الدم واللحم تحت عجلات الحافلة. مدير مرور الشرقية أشار إلى أن هذه هي الحادثة الثانية في القطيف، مذكرا بحادثة مماثلة حدثت قبل عامين، وما حدث في القطيف حدث مرارا في مدن أخرى على نحو يجعل من كل فتاة في مثل سن ولاء ضحية محتملة لو أن طرف عباءتها أنفلت من يدها المشغولة بحمل حقيبتها وعلق في باب الحافلة. ولاء ليست ضحية حادث دهس، ومرتكب الحادثة ليس سائق الحافلة، ولاء ضحية مجتمع لا يفرق بين طفلة في السابعة وامرأة في السابعة والعشرين فيجعل لبس العباءة واجبا على طفلة تتعثر وهي تمسك بحقيبتها وتبحث عن موطئ لقدمها بين باب الحافلة ورصيف الشارع، ولاء ضحية نظرة اجتماعية قاصرة، ودمها تتقاسمه المدرسة والبيت حين تواطأت الجهتان على تكفين هذه الطفلة بعباءتها. ولاء ضحيتنا جميعا حين لا نجد ضيرا أن نكشف عن كل عوراتنا: مقصرين ومرتشين ومزورين ونصابين ومستغلين للسلطة ومفرطين في المال العام ومتشددين ومتطرفين ومنحرفين فكريا ثم نحرص كل الحرص بعد ذلك كله أن نكسو أجساد أطفال في الصفوف الابتدائية الأولى بالعباءات. دم ولاء الراحلة، وولاءات سبقنها وأخريات قادمات، في رقابنا جميعا. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة