أن تتعرض البلاد لمكائد الأعداء من الخارج، فهذا شيء متوقع، فكم من عدو لا يريد لنا الاستقرار والازدهار، ولكل دولة أسبابها ودوافعها. وأن يتعرض الوطن أيضا لمخططات من قبل بعض الأجانب المقيمين على أرض هذا الوطن الذي يفتح أبوابه لجميع دول العالم، بهدف زعزعة الأمن والاستقرار، والإضرار بمقدرات البلاد، فهذا أيضا، شيء متوقع، وربما كان لهؤلاء دوافعهم، وفي كلتا الحالتين، نحن أمام مجموعات من البشر، لا تتمنى لنا، لا لأرضنا ولا للغتنا ولا لديننا ولا لتراثنا وتاريخنا، فليس ثمة روابط وطنية أو قومية أو دينية بيننا وبينهم، وإنما تحركهم المصالح والأهواء، والأطماع، بل والأحقاد، دافعهم وقائدهم الشيطان. لكن الغريب حقا هو ما حدث أخيرا، حيث تم اكتشاف مجموعة إرهابية تخريبية، كانت تعتزم القيام بعملياتها الإرهابية في البلاد، لولا حفظ الله تعالى لهذا الوطن، ثم يقظة الرجال الأشراف القائمين على أمنه، والساهرين على حماية ترابه وحدوده، وكان من بين هؤلاء سبعة وأربعون ممن ينتمون إلى بلادنا، ولدوا على أرضها، ونموا بين رمالها وسهولها ووديانها، ونعموا بخيراتها. لقد صدمت عندما علمت بهذا العدد الكبير الذي يقارب عدد الأجانب داخل هذه الخلية الإرهابية، ولم أكن أتوقع أن يكون رد الجميل لهذا الوطن هو التخطيط لزعزعة أمنه واستقراره. أي حجج واهية يمكن أن يتذرعوا بها لتبرير إجرامهم وسعيهم للإفساء في الأرض، والنيل من البلاد والعباد؟! إن حب الوطن غريزة فطرية حتى لدى هؤلاء الذين لم يحظوا بعطايا ومنن هذه الأوطان، فما بالنا بالوطن لم يبخل على أبنائه بشيء على الاطلاق. هل لهؤلاء الأشرار مزاعم دينية؟ وأي دين هذا الذي يسمح بالإعداد لعمليات إرهابية، يروح ضحيتها الأبرياء من أبناء البلاد والمقيمين على أرضها؟ لقد آذى أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم، وطاردوه حتى ترك موطنه، ولما آتاه الله القوة، وعاد إليهم، وظنوا أنه سينتقم لنفسه وصحبه، لم يفكر لحظة واحدة في الإساءة أو الانتقام، وعفا عمن ظلموه وآذوه، فما بال هؤلاء يزعمون الإسلام، ولا يتبعون نبي الإسلام في نهجه وسلوكه؟! إني على يقين من أن هؤلاء قد خرجوا عن الإسلام، بل وعن كل قيمة إنسانية، حين مكروا ودبروا وخططوا للقتل والتدمير والإفساد، وكلها مما نهانا الله عنه، وتوعد أصحابه بصنوف من العذاب في الدنيا، حتى يحين حسابهم في الآخرة. أقل ما يمكن أن يقام على هؤلاء المفسدين في الأرض، هو حد الحرابة، ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار هذا البلد، الذي أكرمه الله تعالى وشرفه بحرمين شريفين، كما أكرمه وأعزه بأن يكون مهد الإسلام ونقطة انطلاق هذا الدين إلى العالم كله ليهدي البشرية، وزاد من فضله تعالى عليه بحكومة رشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وصحبه الكرام، تسهر على راحة أهله، وتسعى لتوفير كل سبل التقدم والازدهار له. ألا لعنة الله على الظالمين. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 177 مسافة ثم الرسالة