كشفت دوريات جوازات منطقة مكةالمكرمة النقاب عن بنجلاديشي يمارس أعمال السمسرة وتأمين عمالة متخلفة ومخالفة للعمل في منشآت سياحية (فنادق، ومنتزهات)، ومصانع وشركات في محافظة جدة. وتبين للجوازات أن السمسار البنجلاديشي ويدعى «عبد الشكور» يعمل على إبرام عقود توريد العمالة لتلك المنشآت مقابل مبالغ مالية كبيرة تدفع له شهريا، وذلك بالتعاون مع مواطن يمتلك مؤسسة خاصة، إذ وضع ختم المؤسسة وجميع أوراقها الرسمية بين يدي السمسار. وشرع عبد الشكور في ممارسة تلك الأعمال، معتمدا على تنظيم دقيق خاص به، إذ طبع كروت عمل خاصة به، وزيلها بمسمى المدير، وأخذ يوزعها على الشركات الخاصة الكبرى والفنادق والمصانع، مؤكدا امتلاك العمالة المدربة التي جهزها بألبسة موحدة عليها شعار المؤسسة. وبدأت خيوط القضية قبل عام عندما تمكنت الجوازات من ضبط وافد بنجلاديشي يعمل في تشغيل المتخلفين الهاربين من كفلائهم، إذ تتبعته الجهات المعنية حتى تأكد لها أن السمسار يمتلك سيارات فارهة وشقة فاخرة وسط أحياء جدة، إذ ضبطته الدوريات في حينه متلبسا خلال توريده عمالة سائبة إلى أحد الفنادق الشهيرة في كورنيش جدة. وعلمت الشرطة من خلال التحقيقات أن شقيقه يمارس نفس النشاط، ولكنه اختفى عن الأعين، وظلت الدوريات منذ ذلك الوقت تلاحق الشقيق الذي تمكن من الهرب لأشهر عدة، إلى أن تمكن رجال التحريات من التقاط أولى الخيوط الدالة عليه، إذ وردت معلومات على عودته لنشاطه، وأنه يعمل في مؤسسة خاصة يمتلكها مواطن، حيث أمن له نشاطا مخالفا. وأعدت شعبة التحري والبحث في دوريات الجوازات كمينا للسمسار الجديد، تركز على إشاعة معلومات عن أن مصنعا كبيرا يبحث عن عمالة بهدف إنجاز طلبية كبيرة لديه، وأن المصنع مستعد لدفع مبالغ كبيرة مقابل ذلك. المعلومات التي روجتها الجوازات سمحت للسمسار بالظهور مجددا، حيث أكد لعميل المصنع (رجل جوازات)، قدرته على توفير العدد المطلوب خلال ساعات، وأنه سيوفر العمالة المطلوبة بصفة رسمية، تبعد المصنع عن الشبهات أو المشاكل، إذ أحضر أوراقه الرسمية ومطبوعات المؤسسة التي يعمل فيها، وأحضر معه أربعة عمال ضبطوا جميعا في الكمين. وفاجأ الكمين السمسار عبد الشكور، لكنه اعترف بعد أن تأكد سقوطه في يد رجال الأمن أنه يعمل بنشاط مخالف، وأنه يشغل العمالة التي تحضر إليه مقابل عقود تدفع له، إذ يتقاضى عن كل عامل مبلغ 700 ريال، ويدفع للعامل 800 ريال. ويخضع المضبوطون للتحقيق، قبل أن يتحدد جميع المتورطين في تشغيلهم، تمهيدا لإحالتهم إلى الجهات المختصة. تابع العمل مدير جوازات منطقة مكةالمكرمة العميد سالم الزهراني، وأشرف عليه ميدانيا قائد دوريات جوازات منطقة مكةالمكرمة العميد مسفر الطليلي، فيما نفذه قسم التحريات والبحث برئاسة النقيب ياسر الشاعر.