بعد تفشي الأندية الرياضية النسائية، وزيادة عدد الممارسات لألعابها بجميع أنواعها، أصبحت الملابس النسائية المخصصة، هاجسا يؤرق الكثير من المنتميات للمجال، بل غدت مصدرا لإحراجهن في ظل عدم توفر متطلباتهن في الأسواق المحلية، الأمر الذي دعا مجموعة منهن لاقتناء تلك الخاصة بالرجال، فيما فضلن أخريات شراءها من خارج الوطن، بالرغم من استحداث متاجر خاصة بهن، إلا أنها افتقدت لتوفير جميع المستلزمات الرياضية، إلى جانب ندرة أنواع وألوان تصاميم الملابس الرياضية الموحدة. «عكاظ» استطلعت آراء بعض المنتميات للوسط الرياضي حول الإشكالية التي وصفوها بالمؤرقة، نستعرضها في ثنايا السطور التالية: في البداية اعتبرت الغواصة مها مكي، عدم توفر الملابس الخاصة بالرياضة النسائية، إجحافا بحقهن، على الرغم من التوجه الذي تنتهجه بعض المحال بتحديد أماكن مخصصة لتوفير مستلزمات النساء، إلا أنها لا زالت تعاني من القصور في توفير جميعها، الأمر الذي أوجد صعوبة في اقتناء الأفضل والأنسب، ليكون الاتجاه نحو الخارج، وذلك لتوفر أنواع وألوان عدة من تصاميم الملابس الرياضية، وترى مها أن تخصيص محال نسائية رياضية، سيكون حلا جذريا لإنهاء المعاناة خصوصا في ظل النشاط الملحوظ للمرأة في ممارسة الرياضة، كما أنه سيمنح المرأة خيارا أفضل لاقتناء الأنسب والأفضل. فيما استاءت لينا المعينا كابتن كرة الطائرة بأحد النوادي النسائية في جده، من عدم مراعاة الشركات المصنعة للملابس الرياضية النسائية في الخارج، لخصوصيات وعادات وتقاليد المجتمعات العربية، مما يجعلها خيارا مستحيلا في بعض الأوقات. وأوضحت مؤسسة فريق كينجز يونايتد ريما عبد الله، أن معظم الفتيات يواجهن صعوبة في إيجاد الملابس الرياضية الخاصة بهن، وهذا يعود إلى كون المجال الرياضي للنساء حديث عهد، ولم يجذب إلى الآن المستثمرين، ومع ذلك فإن النوادي المتخصصة توفر ملابس رياضية وفق قدرتها، ولتجاوز المعضلة توجب تفعيل دور الأندية أولا، حيث أنها أقرب إلى الترفيهية أكثر منها رياضيا، مع تخصيص قسم خاص للألبسة الرياضية من ماركات معروفة. وتعلق ريما: آخر إحصائية أظهرت ارتفاع نسبة إصابة المرأة بمرض السكر والسمنة في مجتمعنا لعدم ممارسة الرياضة بشكل دوري. وأكدت دينا محمد التي تمارس رياضة المشي بين الحين والآخر، على صعوبة إيجاد الزي الرياضي الخاص بها، خصوصا وأن بعض الملابس الرياضية المحلية مقلدة مما يحد من جودتها، وترى أن المحال الخاصة بالرجال اكتسحت السوق وأصبح للسيدات جزء بسيط جداً منها. وطالبت مجموعة من الفتيات اللاتي يمارسن رياضة السباحة، بتخصيص محال رياضية خاصة بالسيدات وبأسعار معقولة، مع استبعاد الألبسة المقلدة الموجودة في بعض المراكز والتي تسبب أمراضا جلدية، كما حدث مع مها الأحمد (23) عاما والتي أصيبت بحساسية في جسمها نظرا لارتدائها ماركة مقلدة. في الوقت الذي اعترفت فيه حسناء محمد (33) بشراء ملابسها من المحلات المخصصة للرجال والتي تخصص جزءا من مساحتها للملبوسات الرياضية، بخلاف زميلتها زينب الأحمد التي تخجل من شراء ملابس السباحة من الأماكن المخصصة للرجال، الأمر الذي يحدها على اقتناء ملتزماتها من النادي الصحي في المستشفى. وترفض رانيا حسين أن ترتدي ملابس رياضية من الأندية الصحية، لناحية صحية، حيث ترى أنها مغامرة كونها لا تعلم من سبقها في ارتدائها، ربما تكون مصابة بمرض ما، مما يعزز انتقال ذلك إليها. وأكدت مشرفة نادي الزهراء الرياضي حنان أبو دهيم على ضرور بتأنيث الملابس الرياضية الخاصة بالسيدات، لدرء الحرج الذي يواجههن في اختيار الملابس الرياضية «الداخلية»، وقالت: مع ذلك الإجراء قمنا بتوفير الملابس الداخلية في النادي، لتجاوز الإشكالية التي يعاني منها أغلب السيدات، كما أنصح بارتداء ملابس رياضية من شركات معروفة للحماية من الأمراض الجلدية، مع اقتناء الأحذية المناسبة لممارسة كل رياضة على حدة. واعترف بائع في أحد المحال التجارية المتخصصة في بيع الملابس الرياضية، بارتداء بعض الفتيات لملابس الرجال في حال عدم توفر متطلباتهن، مشيرا إلى أن الملابس النسائية الرياضية تشهد إقبالا كبيرا من الممارسات للرياضة. في حين ذكر أحد الباعة أن هناك توجها لتأمين ماركات عالمية متخصصة بالألبسة الرياضية، بعد الاهتمام الواسع بين الأوساط النسائية بالرياضة، وهناك ماركات معينة تناسب النشاط الرياضي، مما يدعو بعضهن بشراء الملابس الرياضية الرجالية لعدم توفر ملابس تناسب أحجامهن. «الألبسة المقلدة سببا لأمراض الجلد» ومن جهة أخرى، يؤكد استشاري طب الأسرة والمجتمع والمدير الطبي بمستشفى المركز الطبي في جدة الدكتور أشرف عبد القيوم أمير، أن بعض الألبسة الرياضية المقلدة تسبب احتكاكا في الجلد، علما أن كل نشاط رياضي له ملابس معينة كرياضة القفز ورياضة المشي، التي تحتاج إلى ملابس قطنية من نوع جيد وغير مقلد، فإن كانت تحتوي تلك الملابس على مادة النايلون فهي تمنع خروج العرق من الجسم والذي يعتبر من المواد الإخراجية التي يجب التخلص منها بارتداء ألبسة خفيفة تمتص «العرق»، وفيما يتعلق ببعض السيدات اللاتي ترتدين ملابس السباحة، هناك كمية كبيرة من الأملاح موجودة في المسابح أو البحر، فالملابس الخاصة بالسباحة لابد أن تكون من نوع جيد يمنع تراكم الأملاح تحت الجلد ما يسبب احتكاكا وأمراضا جلدية، كما أن الأحذية الرياضية لا بد أن تكون جيدة التهوية وتراعي تقوس القدم، لتحافظ على سلامة الأوتار والأربطة أثناء قيام المتدرب بأي نشاط رياضي.