أضفى حضور وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة المعرض ال27 بعد المائة للفنان خالد خضر (شيخ الفوتوغرافيين السعوديين) البارحة الأولى، الكثير من البريق والبهجة للمعرض الذي اكتسب مسمى (جدة.. مدينة تحت الشمس)، حيث شهد المعرض حضورا إعلاميا كبيرا، تمثل إلى جانب محبي جدة من العامة بوجود أسماء وشخصيات كبيرة لكل منها قصة تحكى مع أحد المجسمات التي تملأ كورنيش جدة، أو متحفها المفتوح الذي حوى أعمالا منحوتة لكبار فناني العالم والفنانين العرب، أمثال؛ هنري مور، سيزار، فيساريللي، جاكي مورثي، عبد الحليم رضوي، صلاح عبد الكريم، ربيع الأخرس، وعبد السلام عيد. توجه وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة للفنان خضر في مستهل حفل إطلاق المعرض البارحة الأولى، في فندق هيلتون جدة، قائلا: «استطاع الفنان خالد خضر أن يحول المنظر العابر لكثير من الناس إلى لوحة فنية نابعة من حس فنان». واعتبر خوجة أن «خالد خضر يعتبر فنانا عالميا يعرف متى يلتقط الصورة ويحولها إلى إبداع» موضحا «أنه استخدم التقنية الحديثة في صناعة الوعي البصري لدى أطياف المجتمع كافة، وهو أكثر تعبيرا عن أحاسيسه وانفعالاته، بل إنه بات كمن يبصر بعين ثالثة». الوزير خوجة الذي استقبل عند دخوله صالة المعرض بمشهد (جداوي مكاوي)، تمثل ب(شربة من زمزم) من سقاة الدوارق، جدد دعم الوزارة لكل الفنون الجميلة؛ سواء الفوتوغرافية أو التشكيلية، «لأنها تلعب دورا مهما في المجتمع الإنساني، ومما يدل على قيمة هذا الدور أنها ترقى بالإنسان، وأن هذه الفنون تحقق السلامة النفسية للبشر، وتقيم توازنا بين المادة والعاطفة، أي بين الحاجات الفيزيائية والحاجات المعنوية». ورأى خوجة في كلمته أمام الحاضرات والحضور «أن الفنون وسيلة يعبر بها الفنانون عن مشاعرهم تجاه المجتمع أو الطبيعة، أو أي مظهر من مظاهر الحياة، وتعطي انطباعا عما يراه حوله من خلال الفن؛ سواء بلوحة فوتوغرافية جميلة، أو تشكيلية». وخلص وزير الثقافة حديثه للتأكيد «أنه لولا الفنون لما كانت هنالك حضارة أو ثقافة». وفي ختام جولته على المعرض، وقع خوجة على الكتاب المصاحب طرحه للمعرض (جدة.. مدينة تحت الشمس)، ثم قدم خالد خضر لقطة بانورامية لمكةالمكرمة تشمل الحرم المكي الشريف. المشرف على فرع وزارة الثقافة والإعلام في منطقة مكةالمكرمة سعود الشيخي أوضح «أن الفنان خالد خضر جسد معالم جدة الفنية، وحول متحفها إلى معرض فوتوغرافي، فحري بنا أن نشكره، لأنه جمع أجمل ما في عروس البحر من لقطات، وحولها إلى تحف فنية ترقى بتقدم ورقي وطننا الغالي». واعتبر «أن الحضور الكبير الذي شهدته صالة هيلتون جدة في مساء الافتتاح، دليل على الوعي بأهمية الفنون في حياتنا، واهتمام الكثيرين بالتصوير الفوتوغرافي، لأنه بات يتسع للجميع من خلال عدسة مبدع كالفنان خالد خضر». وعلى هامش المعرض، قال الفنان خالد خضر ل«عكاظ»: «أولا؛ دعني أشكر الدكتور خوجة لتشريفه معرضي هذا، الذي رأيت ضرورة إقامته حفظا وتوثيقا فوتوغرافيا لإبداعات وجماليات الفن التي توسدت جدة وكورنيشها وشوارعها. ثانيا؛ تستطيع اعتبار المعرض معرضا استعاديا عن تعامل المبدعين التشكيليين العالميين والعرب مع جدة، التي خصوها بأعمالهم الفنية، وذلك تنفيذا لأمينها الأسبق والفنان الدكتور محمد سعيد فارسي، الذي استطاع منذ السبعينيات الميلادية تحويل جدة إلى متحف». الدكتور أيمن حبيب (نائب رئيس تحرير صحيفة «عكاظ» سابقا) اعتبر «أن الفن الفوتوغرافي لغة عالمية لها عمومية الفن وخصوصية الموطن، فهو وسيلة اتصال بين الشعوب والعصور، وحلقة الوصل بين الفنون، فهو المحتوى وهو الأداة والوسيلة والإنتاج الأكبر في الموروث الحضاري. ودوره لا يتحدد في المظاهر الحضارية، إنما في إغناء هذه المظاهر، بل إغناء المنتج الحضاري نفسه كما ونوعا، وهذا ما وجدناه في أعمال الفنان العالمي خالد خضر». هشام عرب (رئيس قسم الفن في صحيفة «البلاد» سابقا) قال: «إن الفن الفوتوغرافي لا يتعلق بمظهر الأشياء وظاهرها، لأنه يتعلق بالبواطن أيضا. وهو إنتاج حضاري مستمر حيوي ومتطور. عادل المالكي (المشرف على الصفحة الثقافية في صحيفة شمس)، اعتبر «أن الثقافات لا تتحاور، بل الذين يتحاورون هم الذين يتحدثون بهذه الثقافات، وهناك تبادل وتحاور ودراسة وتأمل في الحياة الاجتماعية، ورأينا في أعمال خضر ذلك التحاور بين الفنان وبين المنجزات الحضارية والثقافية والفنية في جدة». أما رجل الأعمال صالح التركي فقال: «إن التصوير بات يتسع للجميع، ولكن التميز يحتاج إلى فكر ثقافي عبر العدسة، وهذا ما وجدناه في أعمال الفنان خالد خضر». رئيس الجمعية السعودية للتصوير الضوئي محمد بالبيد أفاد «أن الفنان خالد خضر يعتبر من مؤسسي الفن الفوتوغرافي في المملكة، وأعماله تسجل ضمن إنجازات الوطن، الفوتوغرافي سعيد أبو راس أشار إلى «أن فن التصوير يحتاج إلى مبدع، فالتقنية الحديثة أسهمت في زيادة عدد الفنانين الفوتغرافيين لسهولة التعامل مع الكاميرات الحديثة، إلا أن الفنان خالد خضر بدأ حياته الفنية باستخدامه للكاميرات الكلاسيكية. الفنانة هند سعد أعربت عن سعادتها بحضور المعرض، وتشرفها بالسلام على وزير الثقافة والإعلام والفنان خالد خضر، ولفتت إلى «أن هذه الباكورة من الأعمال تعتبر تعريفا بجدة لمن لم يزرها»، مبدية إعجابها الشديد بالصور الملتقطة لمكةالمكرمة قبل أكثر من 50 عاما، وقدمها خالد خضر للوزير كهدية.