بين ل«عكاظ» عضو هيئة التدريس في جامعة القصيم الدكتور خالد المصلح أن طلب المعونة من الجن المسلمين كما يلجأ إليه البعض لعلاج الأمراض الروحية كالمس أو العين أو حتى الصرع مسألة فيها خلاف بين أهل العلم. وقال: «إن الأحوط ترك هذه المسألة وتجنبها لأن السلف رحمهم الله سواء الصحابة ومن بعدهم لم ينقل عنهم استخدام هذا العمل، مشيرا إلى أنه لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح أولها». ووصف هذا العمل بالفعل المحدث؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم تمر عليه أحلك الظروف وأصعب المواقف في أحد والأحزاب وغيرها ولم يعلق قلبه إلا بالله أو يستعمل من الأسباب سوى ما كان في مقدور البشر. ونوه إلى أن الجن في الغالب لا يخدمون الإنس إلا إذا تقرب إليهم بأنواع من القربات المحرمة كالذبح أو كتابة كلام الله تعالى بالنجاسات، إلى غير ذلك. واستدل على منع تعامل الإنس مع الجن المسلمين بما استدل عليه بعض العلماء بقوله تعالى: (هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم)، وبقوله تعالى (ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض) وكذلك (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا). وبين عدم وجود آلية معينة تمكننا من الكشف أو التمييز بين صالح الجن من غيرهم لكن المعلوم أن الحكم في هذه الدنيا على الجن أو حتى الإنس إنما يكون بالظاهر وأما البواطن فعلمها إلى الله، إضافة إلى أن الجن يعكر أعمالها كثرة الكذب والفساد. ولفت إلى أنه سمع «أن هناك من يحتج بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية ويقولون إن هذه مسألة خلافية بين علماء المسلمين وأن لكل شخص رأيه وحرية اختياره بين الفتاوى، إلا أنني أقول إن الأحوط ترك هذا العمل للأسباب التي ذكرتها آنفا».