ينشط في مدينة جدة 26 مركزا تخدم أحياء المدينة، تشكلت في بداياتها من مبادارات فردية، إلا أن المراكز، التي من بينها خمسة نسائية، يشوبها كثير من عدم الفهم من قبل العامة. فالدور الذي تؤديه مراكز أحياء جدة غير واضح المعالم بالنسبة لسكان جدة. ومن هنا يقول خالد الغامدي إن غالبية السكان لا يعلمون دور وأهمية مركز الحي ويجهلون مقره الرئيسي؛ لغيابه بشكل كبير وملحوظ عن التواصل مع المواطنين، ما غيب نشاطاته وأهدافه بشكل لا يتناسب وتوجهاته الهادفة الرامية إلى تحقيق التواصل بين سكان الحي الواحد وتوثيق علاقاتهم الاجتماعية. واعتبر الغامدي، وهو من قاطني حي الصفاء، أن على رؤساء مراكز الأحياء مسؤولية كبرى في تعريف السكان بأهميتها وأدوارها المختلفة في المجتمع. بينما يرجع علي الأسمري غياب المراكز عن الصورة العامة للمجتمع إلى قلة وندرة أنشطتها وفعالياتها. وطالب سعد الدوسري من يسير تلك المراكز بالعمل الجاد لنقل مقراتها إلى مبان حكومية نموذجية تتناسب وطبيعة عملها، خاصة أن مقراتها الحالية مستأجرة ولا تليق بالأدوار الملقية على عاتقها، حيث إنها تعمل على رصد السلبيات الموجودة في الأحياء ومحاولة معالجتها مع الجهات المختصة. وإن كانت بحسب الدوسري تحاول وفقا للإمكانات المتوفرة لديها تلبية متطلبات السكان المختلفة وتنظيم الفعاليات المناسبة لكل حي. بينما لم يشعر ياسر الحربي بوجود مركز الحي الذي يقطنه نهائيا خلال الأشهر الماضية، خاصة أن أعضاءه غائبون عن التواجد المكثف في الحي، بالرغم من دورهم المهم في تعريف السكان بالأنشطة والفعاليات المختلفة ورصد السلبيات واحتياجات الأحياء المختلفة لإيصالها إلى الجهات الحكومية ومحاولة معالجتها قبل تفاقمها. من جانبه وصف رئيس مراكز أحياء الصفا لافي البلوى دور مراكز الأحياء بالهام والكبير، خاصة أنه يحقق التواصل مابين سكان الأحياء والإدارات الحكومية المختلفة، فضلا عن مهماتها المختلفة في العلاقات العامة وإصلاح ذات البين مابين السكان، وتوجيه شباب الحي للوظائف في الشركات الخاصة بعد التنسيق مع مكتب العمل، بالإضافة إلى الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية التي ينظمها المركز بشكل دوري لسكان الحي. وأضاف رئيس مركز حي الصفا «أن المراكز تعمل بجد لربط سكان الحي ببعضهم وتحقيق التواصل فيما بينهم من خلال البرامج التي تنظمها، فعلى سبيل المثال ينظم مركز الحي برنامج قهوة الجار بعد صلوات الجمع بشكل أسبوعي لتوثيق علاقات السكان ببعضهم، بالإضافة إلى جانب برنامج توثيق الجوار الذي يتضمن رحلات إلى مكةوالمدينة بشكل شهري يتحول إلى يومي في شهر رمضان، كما ساهم المركز في توظيف 1000 شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة في عدد من الشركات الخاصة». وحدد البلوي أبرز المعوقات التي تواجه عمل مراكز الأحياء في «عدم فهم الثقافة التطوعية لدى شرائح المجتمع، خاصة أن المراكز تعتمد على التطوع بشكل كلي، استعجال السكان لتنفيذ مطالبهم وكأن المراكز جهات تنفيذية». وأوضح رئيس مركز حي الصفا أن المركز وبالتنسيق مع السكان وأصدقاء جدة وأمانة المحافظة يعمدون إلى الإبلاغ عن كافة الظواهر السلبية الموجودة في الحي، كالطرقات التالفة والحدائق المتضررة، بالإضافة إلى المحافظة على الجوانب الأمنية بالتعاون مع شرطة الحي. واعترف بوجود تقصير من قبل مراكز الأحياء في التواصل الإعلامي، ما جعل العديد من السكان يجهلون دورها القيم والمهم، مطالبا أئمة الجوامع بتوعية المواطنين حول أهمية المراكز ودورها. وأفاد البلوي، الذي يقع تحت لواء مركز حيه اثنا عشر حيا في جدة، أن المركز سجل 1000 شاب في برنامج رجال الغد بالتعاون مع إدارة التربية والتعليم للبنين في المحافظة لاحتواء الشباب واستثمار طاقاتهم وأوقات فراغهم في الرحلات والأنشطة الرياضية والمسابقات الثقافية والاجتماعية المختلفة. وتهدف مراكز الأحياء إلى أن يشارك كل فرد في أنشطة وبرامج مركز حيه، وأن يوظف تلك المشاركة للارتقاء بمستوى الحي والعلاقات الاجتماعية، لتكوين علاقة إيجابية بين الفرد ومحيطه الذي يعيش فيه وتشجيع مشاركة السكان في جهود تنمية المدن وتطويرها والمحافظة على مكتسباتها ومنجزاتها ولتنمية روح المواطنة بين شرائح المجتمع وإلى نشر الوعي السليم والأخلاق الفاضلة بين أفراد الحي ومن ثم المجتمع، وهي تسعى إلى إيجاد مقار ترفيهية واجتماعية عالية المستوى في كل حي يخدم جميع الشرائح الاجتماعية والمساهمة في حل المشكلات الاجتماعية. وتنطلق مراكز الأحياء من كونها مسببا في إحياء دور التواصل الاجتماعي والعلاقات الإيجابية بين سكان الحي والاستفادة من ذوي القدرات المختلفة لزيادة فاعلية وقدرات أفراد المجتمع، بالإضافة إلى ملء أوقات الفراغ في ما يعود بالنفع على المجتمع وسكان الأحياء.