تناقش أمسية طبية تعقد اليوم على هامش المؤتمر الخليجي الدولي الخامس الذي تنظمه الجمعية السعودية لأمراض النساء والولادة وتواصل جلساتها العلمية، كيفية المحافظة على صحة المرأة تحت شعار «شباب دائم وأجمل سنوات العمر للمرأة الخليجية»، وذلك في قاعة الفيروز في فندق ميريديان جدة. وتشهد صاحبة السمو الملكي الأميرة صيتة بنت عبد الله بن عبد العزيز، افتتاح الأمسية بحضور 300 سيدة وخبيرة وباحثة مهتمة بصحة المرأة. وأوضح رئيس الجمعية السعودية لأمراض النساء والولادة رئيس المؤتمر الخليجي الدولي الخامس «الإبداع العلمي في صحة المرأة» الدكتور حسن صالح جمال، أن الأمسية تتضمن خمس محاضرات علمية، وتشمل سلسلة من الأنشطة التوعوية منها محاضرة المرأة الخليجية ومرحلة منتصف العمر للدكتور حسن جمال، ومحاضرة للدكتور باسم عبد الله أوان عن المرأة الخليجية وجراحات التجميل، ومحاضرة للدكتورة أمل بخاري عن جمال الوجه بين يديك، ومحاضرة للدكتور هشام أحمد عرب عن السمنة وصحة المرأة الخليجية، ومحاضرة للدكتورة سامية العمودي تتناول فيها محطات نسائية في حياة المرأة الخليجية. وفي السياق نفسه، حذرت المحاضرات الطبية التي تضمنتها جلسات المؤتمر من السمنة وما تسببه للمرأة في تأخر الإنجاب واضطرابات الدورة الشهرية، وإمكانية حدوث سرطان الرحم وتضخم بطانته، فيما حذرت محاضرة أخرى من إهمال علاج السلس البولي لأنه يؤدي إلى انعكاسات سلبية على صحة المرأة منها الانزعاج من نزول قطرات البول بطريقة مفاجئة، والشعور بالاكتئاب والإحراج. السمنة والحمل أوضح الأمين العام للجمعية الدكتور هشام عرب، أن السمنة تعتبر من المشاكل الرئيسة التي تواجه المجتمعات الغنية والفقيرة على حد سواء، وتصيب الرجال والنساء في جميع مراحل العمر حتى بين الأطفال. وأضاف عرب «أن أهم أسباب السمنة في مجتمعنا هي عدم الاكتراث واللامبالاة، وعدم معرفة المضاعفات الصحية والنفسية والاجتماعية التي قد تنتج عن هذه المشكلة، لافتا إلى مدى حاجة المجتمع إلى التوعية بهذه المشكلة ومضاعفاتها والتعريف بكل ما من شأنه تفادي حدوثها، من خلال الاهتمام بالتغذية الصحية المتوازنة والمنظمة، التي تحتوي على جميع العناصر المهمة بكميات محددة، وتكريس أهمية النشاط الحركي ومزاولة الرياضة بانتظام. وعد عرب السمنة من المسببات الرئيسة لأمراض السكري من الدرجة الثانية، وارتفاع ضغط الدم الشرياني، وأمراض المفاصل، وارتفاع الكوليسترول، ودهون الدم، وأمراض القلب، بالإضافة إلى المشاكل الاجتماعية والجمالية، مبينا أن السمنة تعد من العوامل الرئيسة في تأخر الإنجاب واضطرابات الدورة الشهرية، كما تلعب السمنة دورا كبيرا في حدوث سرطان الرحم وتضخم بطانته، وكذلك سرطان المبيض والثدي، وهي أمور مهمة يجب على المرأة معرفتها وتداركها مبكرا والمبادرة في إجراء الفحوصات الطبية. السلس البولي وفي السياق نفسه، بين استشاري أمراض النساء والولادة والمتخصص في علاج سلس البول وجراحات التجميل النسائية من مدينة الملك عبد العزيز الطبية في الحرس الوطني الدكتور وائل عواد في محاضرته، أن جسم المرأة ينتابه بعد الحمل والولادة الكثير من التغيرات التي تؤثر على الحالة النفسية للمرأة، وقد تكون هذه التغيرات ظاهرة للمرأة ومن حولها كزيادة الوزن التي قد تجعلها تشعر بأنها أصبحت أقل جاذبية، مشيرا إلى وجود تغيرات أخرى لا يراها أحد لكنها منتشرة بكثرة وتؤثر على حياة المرأة بشكل كبير. ولفت عواد «إلى أن سلس البول يؤثر على حياة المرأة بشكل كبير، ويسبب لها إحراجا واكتئابا، فضلا عما يحدثه من مشكلات عائلية واجتماعية، بل وقد يفقدها احترامها لنفسها، ويؤثر على ممارسة العلاقة الزوجية، حيث من الممكن أن يسيطر سلس البول على سلوك المريضة، ويضطرها إلى تغيير بعض عاداتها الممتعة كاللعب مع أطفالها، أو التنازل عن إحدى هواياتها الرياضية المفضلة، أو الامتناع عن ارتداء بعض الملابس، كما أنه قد يسبب لها مشاكل كبيرة أثناء الصلاة». ورأى أن الولادة الطبيعية تعتبر من أهم الأسباب التي قد تؤدي إلى سلس البول، فالمرأة التي تلد طفلا واحدا تكون معرضة لفقدان التحكم في البول بنسبة ثلاثة أضعاف المرأة التي لم تلد أطفالا من قبل، مبينا أنه كلما زاد عدد الأطفال يزيد احتمال الإصابة بعدم التحكم في البول، ويأتي بعدها كل من عامل السمنة والتقدم في السن كعاملين أساسيين في الإصابة. عواد أكد، أن علاج سلس البول تطور بشكل كبير في السنوات الأخيرة، حيث لم يعد هناك أي مبرر لأن تعاني المرأة من العذاب والشقاء نتيجة لهذا المرض، فالعلاج بسيط ونسبة نجاحه مرتفعة جدا، لذا يجب على المرأة التي تعاني منه استشارة الطبيب الذي قد يقدم المساعدة.