تذهلك عبقرية البعض وتتجاوزها على حد الإعجاب والانبهار. وأعترف أنني أحد المعجبين والمنبهرين بذلك المشروع الرائع والحضاري «واصل»، وسر إعجابي وانبهاري يكمن في الشعار الذي أطلقه رئيس مؤسسة البريد السعودي في شهر ذي الحجة عام 1427ه في تصريحه لصحيفة الشرق الأوسط وهو بحق مفخرة «بريدك إلى بابك مجانا عبر صناديق واصل». وتصريح رئيس المؤسسة الدكتور محمد بنتن مازال عالقا في ذاكرتي وبالنص «سنقوم بدءا من الأسبوع القادم بتقديم خدمة بريدك إلى بابك مجانا عبر صناديق واصل»، وأشار إلى أن المؤسسة استكملت المشروع في المدن الرئيسية، ما يمكن المواطنين والمقيمين من استلام رسائلهم في محل إقامتهم. وكم سعدت حينما وجدت صندوق «واصل» على سور بيتي وغمرتني سعادة أكبر حينما تلقيت اتصالا من البريد السعودي يطلب مني استلام مفاتيح الصندوق. ويبدو أن الأسبوع القادم الذي جاء فيه تصريح رئيس المؤسسة لم يكتمل نموه أو تعرض للإجهاض. وبحجم الفرح والسعادة والإعجاب والانبهار الذي انتابني في العام 1427ه مع انطلاقة المشروع بحجم الألم والحزن والسخط الذي ينتابني في العام 1431ه حينما أعود على منزلي وأنظر إلى ذلك الصندوق الذي زال جماله وأصبح مشوها إلى درجة الاشمئزاز. وأجزم أن هذا حال كل مواطن ومقيم ينظر إلى ذلك الصندوق، والله أعلم بحال مفاتيحها التي أصبحت ضربا من الماضي وباتت «واصل» في مصاف المشاريع التي استكملت مع وقف التنفيذ. والله يعوضنا خيرا في الأموال التي صرفت وتبددت على «واصل»، وليس لنا إلا الصبر ولا حيلة لنا إلا انتظار من يأتي ليقتلع ذلك الصندوق من أسوار بيوتنا ومن ليس لديه صبر فلا يوجد إلا حل واحد أن يقتلع السور بأكمله ليتخلص من الصندوق والله أعلم. مسافة: لا تمدحن أمرا حتى تجربه ولا تذم أمرا من غير تجريب د. عبد الإله الخناني