تفننت 150 سيدة في طهي وتجهيز أنواع وأصناف المأكولات الشعبية، من خلال مشاركتهن في مهرجان الكليجا والمنتجات الشعبية 31 في بريدة، واحتضنت قاعة «الوسعة» أكثر من ألف طبق شعبي في بوفيه مفتوح يصنف كأكبر بوفية مفتوح للمأكولات الشعبية يمتد على مساحة ألفي متر مربع. وتحولت القاعة إلى مقصد رئيسي للعائلات طيلة أيام المهرجان الذي اختتم فعالياته يوم الجمعة الماضي، في محاولة لإطلاع أبنائها على أنواع المأكولات الشعبية الشهيرة في المنطقة. وعلى عكس قاعدة «من لا يشتري يتفرج» غابت الفرجة عن هذه الفعالية فالمعروض من الأكلات لا يمكن مقاومته، ولا بد أن يبادر أحد أفراد العائلة لدفع ثمن ما يقع عليه اختيار من معه من وجبات شعبية شهية. البوفيه الذي صمم بطريقة جاذبة تقف خلفه أنامل سيدات وفتيات سعوديات من الأسر المنتجة أبدعن في تحضير المأكولات وتجهيزها بغية الحصول على أكبر دخل ممكن خلال أيام المهرجان، وتحقق للكثير منهن ذلك. وكشفت قاعة الوسعة عن مخزون هائل من الموهبة والإبداع لدى السعوديات من الأسر المنتجة في مهنة طبخ المأكولات الشعبية وأساليب عرضها وتسويقها بطرق ولمسات عصرية لها مفعول السحر على الزوار ممن يستسلمون سريعا لمشاهد الوجبات الطيبة ورائحتها الزكية التي تملأ القاعة، وربما تجذبهم الرائحة منذ لحظة دخولهم بوابة القاعة. وسجل عدد من زوار المهرجان دهشتهم إزاء تشكيلات الطعام المتنوعة والتي قد لا توجد في بعض المنازل أحيانا، الأمر الذي جعل أحد كبار السن من زوار المهرجان يراهن على جودة المذاق وطيبة الصنف وأن ما شاهده من أكلات شعبية لا يمكن مشاهدته في أي مطعم شهير «هذا نتاج أيدي خبيرات في الطبخ الشعبي ولا يمكن مجاراته». ويمكن القول إن قاعة الوسعة رسخت مكانة الأكلات الشعبية بين الأهالي، ويعود ذلك إلى جودتها العالية وتنوع أصنافها وسر المهنة الذي لا يملكه سوى هولاء السيدات اللواتي يدخلن منافسة وتحد في الطبخ كسبا لرضا الجمهور والظفر بنصيب الأسد من المبيعات. وخضعت هذة المأكولات المعروضة في البوفية لرقابة صحية صارمة، بحسب ما أكده نائب الرئيس التنفيذي للمهرجان عبدالرحمن السعيد. يقول «أمانة منطقة القصيم ممثلة في إدارة صحة البيئة تباشر جولاتها اليومية على المبيعات في مهرجان الكليجا في بريدة، تجاوبا مع طلب اللجنة التنفيذية للمهرجان عبر تكليف عدد من المراقبين الصحيين للاطمئنان على سلامة الأغذية والمنتجات المباعة للزوار خلال أيام المهرجان، وقام المراقبون بعدة جولات على المحلات وأركان الأسر المنتجة المتواجدة في المهرجان بهدف تعميم الرقابة الصحية على المأكولات بما يعطي للزائر انطباعا جيدا عن سلامة الأغذية وخلوها من أي مخالفات أو أضرار».