تحولت قاعة "الوسعة" التي خصصتها اللجنة التنفيذية لمهرجان الكليجا والمنتجات الشعبية 31 المقام لعرض الأكلات الشعبية إلى مقصد رئيسي للعائلات التي تعشق الأكلات الشعبية أو تحاول إطلاع أبنائها في جانب آخر على موروث الأكل الشعبي، وعلى عكس قاعدة من "لا يشتري يتفرّج" لا يستطيع كثير من أفراد هذه العائلات عند مشاهدتها المعروض من الأطايب مقاومة شهيتها كثيراً إذ يبادر أحد أفرادها إلى إخراج "محفظته" لدفع ثمن ما يقع عليه اختيار العائلة من وجبات شعبية شهية لسد "جوعهم" من بين ما يزيد على خمسين صنفاً متنوعاً من المأكولات الشعبية تم حفظها فيما يزيد على مائتي حافظة طعام متنوعة الأحجام صفت بإتقانٍ على طاولات غطاءها ستار من اللون الأحمر "المخملي" بعد أن أبدعت أنامل سيدات وفتيات سعوديات من الأسر المنتجة في تحضيرها وتجهيزها بغية حصولهن على أكبر دخل ممكن خلال أيام المهرجان وقد تحقق للكثير منهن هذا المبتغى. وتضم قائمة الطعام في "الوسعة" مأكولات شعبية قديمة وحديثة في آنٍ معاً وكل سيدة تعرض ما لديها من إنتاج متنوع جعل كثيراً من زوار المهرجان يندهشون من تشكيلات الطعام المتنوعة والتي قد لا توجد في بعض المنازل أحياناً الأمر الذي جعل أحد كبار السن من زوار المهرجان يراهن على جودة المذاق وطيبة الصنف وأن ما شاهده من أكلات شعبية لن يوجد في أي مطعم شهير "فقد تم إنتاجه وإعداده بأيدي خبيرات في الطبخ الشعبي". وترسّخ "الوسعة" مكانة الأكلات الشعبية بين الزوار بفضل جودة مأكولاتها وتنوع أصنافها حتى أصبحت لا تضاهى بفضل سر المهنة الذي لا يملكه سوى هؤلاء السيدات اللواتي يدخلن منافسة وتحدي في الطبخ بشكل يومي كسباً لرضا الجمهور والظفر بنصيب الأسد من مبيعات اليوم.